مع الانهيارات المتسارعة في صفوف التنظيمات الإرهابية في ادلب، واقتراب الجيش العربي السوري من إنجاز التحرير الكامل لمدينة خان شيخون وريفها، تتكشف المزيد من الدلائل على الدعم الغربي والتركي لإرهابيي «النصرة»، ويتضح أكثر مأزق نظام أردوغان الناتج عن تكسر أذرعه الإرهابية في منطقة خفض التصعيد.. وشاحنات الأسلحة والذخيرة التي أرسلها أردوغان لنجدة الإرهابيين ومنع انهيارهم في خان شيخون خير دليل على هزيمة المشغلين وتخبطهم، وشاهد إثبات آخر لمن كان لديه شك في دعم أنقرة الواضح وغير المحدود للتنظيمات الإرهابية.
ويطرح تسلل جيش أردوغان إلى إدلب لمؤازرة إرهابيي النصرة الكثير من التساؤلات والشكوك حول النيات الحقيقية للطرف الضامن للتنظيمات الإرهابية، حيث من المعروف أن التفاهمات الدولية، ومخرجات «آستنة»، وضعت نصب عينها محاربة إرهابيي النصرة، كونهم مصنفين على قوائم الإرهاب الدولي، ولكن أردوغان الذي انقلب على تلك التفاهمات، يسعى جاهدا اليوم لحماية مرتزقته ويتخذ من «آستنة» ستارا لاستكمال مشروعه الإرهابي، ما يعني أن «آستنة» باتت بحكم المنتهية، وصلاحية «سوتشي» أيضا بطريقها إلى الانتهاء، لعدم تنفيذ أردوغان أي التزام بتعهداته، وبهذه الحالة فإن كل المهل الزمنية التي منحتها الدولة السورية لحقن الدماء لم تعد تجدي في ظل مواصلة إرهابيي أردوغان ارتكاب الجرائم بحق المدنيين عبر استهداف أحياءهم السكنية بقذائف الحقد، وتحرير باقي المناطق التي مازالت تحت سيطرة إرهابيي واشنطن وأنقرة واجب وطني تمليه مسؤولية الدولة السورية تجاه مواطنيها.
واشنطن وأنقرة باعتبارهما يتصدران مشهد دعم الإرهاب في هذه المرحلة يتوجسان كثيرا من انتصارات الجيش، ولذلك لم يكن مستغربا أن ينفذ ضامن الإرهابيين التركي الأوامر الأميركية بمواصلة تقديم الدعم المباشر لإرهابيي «النصرة»، والعمل على تسويقهم «كمعارضة معتدلة» لاحقا، ليكونوا الناطق الرسمي باسم الاحتلالين التركي والأميركي في أي مفاوضات محتملة لإحياء جهود الحل السياسي، وبالتالي إتاحة الفرصة أمام الجانبين لمواصلة الاستثمار بأوراقهما الإرهابية بعدما فشلا بتحقيق أطماعهما التوسعية في الميدان، ولكن أوهامها ستتبدد في النهاية، لأن الشعب السوري وجيشه البطل أكثر عزما وتصميما اليوم على مواصلة الحرب على الإرهاب وداعميه، حتى تحرير كل شبر أرض من الإرهابيين أو أي قوات غازية محتلة.
ناصر منذر
التاريخ: الأربعاء 21-8-2019
رقم العدد : 17052