مزيد البلطجة يفاقم!

 

 

 

بعد نحو شهر ونصف الشهر من الاحتجاز، وبعد رفض الطلب الأميركي تَمديد الاحتجاز، أفرجت سلطات جبل طارق عن ناقلة النفط الإيرانية، فما كان رد الفعل الأميركي؟.
وزير الخارجية مايك بومبيو عبّر عن الموقف الأميركي بأسلوب البلطجة ذاته مع تسجيل إضافات نوعية سبقَ فيها سيّده الزئبقي دونالد ترامب، عجرفة وقرصنة، حتى ليَكاد المرء يعتقد أنه يستمع للص أو قاطع طريق لا إلى وزير خارجية دولة عظمى يَقود فريقها الدبلوماسي!.
قال بومبيو: (إن أُفدنا أن أيّ أحد يلمسها، أيّ أحد يَدعمها، أيّ أحد يسمح للناقلة الإيرانية بالرسو، يُعرض نفسه للعقوبات)، ويُضيف: (في حال تَوجهت الناقلة إلى سورية، سنَتخذ كل ما بوسعنا من إجراءات لمنعها من تسليم النفط لسورية).
قاطعُ طريق هذا أم وزير خارجية؟ دبلوماسيٌ فاشل هذا أم سياسيٌ عاجز مَقهور؟.
ما الإجراءات التي يُهدد بومبيو باتخاذها؟ وضد مَن؟ إذا كان المُستهدف بالتهديدات الدول الأوروبية التي تقع على المتوسط حيث مسار إبحار الناقلة، فإن بريطانيا، إسبانيا، سلطات جبل طارق التي خضعت في لحظة، وارتكبت حماقة الاحتجاز، قد تَراجعت وأفرجت، ورفضت طلب تمديد الاحتجاز، بل وتَتَحسب اليوم لقضية دفع التعويضات لطهران، وبالتالي فهل تَتَوقع واشنطن من أوروبيين آخرين التورط مُجدداً بقضية خاسرة، خضوعاً لبَلطجتها؟.
سورية وإيران يَربطهما تحالف استراتيجي مَتين مَكين، قوي جداً، تَفرض الولايات المتحدة عليهما عقوبات أُحادية غير مُلزمة لأيّ أحد في هذا الكون إلا التابعين لها الذين لا يتحركون إلا بأمر منها أو إشارة، وعليه فإن تسليم النفط لسورية من عدمه شأنٌ ثنائي بين الدولتين، حصل أو لم يحصل هو أمر يَخصهما، وكل ما تَمتلكه أميركا هو أن تُهدد بمزيد من إجراءات التضييق والحصار في إطار البلطجة والحرب الاقتصادية المُعلنة ضدهما.
أصلاً، ما الإجراءات التي لم تَتخذها أميركا ضد سورية وإيران؟ هل وَفّرت طريقاً أو إجراء أو نَمطاً من أنماط العمل المُعادي ضدهما لم تَستخدمه، لم تَدع منبراً أو وسيلة إلا ووظفتها بحربها واعتداءاتها على البلدين، وقد عجزت عن النيل منهما!.
نعم، أحدُ دوافع ارتفاع مُستويات البلطجة في تصريح بومبيو إيّاه، هو الشعور بالعجز، بل ربما يكون من بين هذه الدوافع الشعور المُتصاعد بالخشية من الهزيمة المُكتملة الأركان أمامهما، في كل الملفات، على جميع الجبهات، وفي كل المسارات السياسية والميدانية.
باندحار مُرتزقتها وأذرعها الإرهابية تَخسر واشنطن المعركة في سورية، وعلى التوازي تَستشعر حجم خسارتها في العراق، وتَرى بأم العين الأُفق المَسدود بورطة الحرب على اليمن، وإن طعمَ الهزيمة في لبنان ما زال عالقاً في الحلق، تَشعر واشنطن بمرارته مع الكيان الصهيوني، ولا تُخيّم عليهما سوى هواجس الخسارة والهزيمة إن ارتكبتا حماقة الإقدام على حرب جديدة، يَرى نتنياهو وترامب أنّ الإحجام عنها ليس حلاً أيضاً!.
في كل الحالات، البلطجة ليست حلاً، المزيدُ منها لا يُوفر الحلول. المأزق الصهيوأميركي عميق، الأزمة خانقة وستَشتد، فمع الانتصارات التي تُراكمها سورية وإيران مع باقي مُكونات محور المقاومة، تتراكم هزائم محور الشر والعدوان الصهيوأميركي بامتداداته الخليجية الغربية، وستَتعاظم، قد وَلّى زمن الهيمنة، مزيدُ البلطجة يُفاقم، الحل بالاعتراف، بالانكفاء، بالانسحاب، لا بالإنكار والبلطجة.
علي نصر الله

 

التاريخ: الخميس 22-8-2019
رقم العدد : 17053

 

آخر الأخبار
وفد روسي تركي سوري في الجنوب.. خطوة نحو استقرار حدودي وسحب الذرائع من تل أبيب مدرسة أبي بكر الرازي بحلب تعود لتصنع المستقبل بلا ترخيص .. ضبط 3 صيدليات مخالفة بالقنيطرة المعارض.. جسر لجذب الاستثمارات الأجنبية ومنصة لترويج المنتج الوطني المضادات الحيوية ومخاطر الاستخدام العشوائي لها انطلاقة جديدة لمرفأ طرطوس.. موانئ دبي العالمية تبدأ التشغيل سوريا والتعافي السياسي.. كيف يرسم الرئيس الشرع ملامح السياسة السورية الجديدة؟ هل تسهم في تحسين الإنتاجية..؟ 75 مليون دولار "قروض حسنة" لدعم مزارعي القمح نقلة تاريخية في التعليم.. التربية الدينية تدخل مضمار المنافسة على المقاعد الجامعية الاقتصاد بين طموحات خارجية وتحديات داخلية كيف يعزز العلاج الوظيفي جودة الحياة؟ محادثات سورية - أردنية لتعزيز مبادئ الحوكمة المؤسسية في الشركات آلاء حجازي.. لون ملتزم بحدود زمان ومكان حملة الوفاء تنهض بالمدارس الريفية في إدلب درعا والقنيطرة تحت المجهر.. قراءة في خرائط النفوذ وهندسة الأمن السوري قيمتها بالمليارات .. المجتمع الأهلي يزود مستشفى جاسم بتجهيزات طبية من قصر العدل بحلب.. انطلاق أولى جلسات المحاكمة العلنية لأحداث الساحل بين نيّة التنظيم ومعاناة المراجعين.. ازدحام في مديرية النقل بحلب زيارة الشرع إلى "البيت الأبيض".. مأزق جديد للسياسة الإسرائيلية تجاه سوريا جهود يبذلها قسم كهرباء جبلة رغم الصعوبات