من نبض الحدث.. مساحات المناورة التركية الأميركية تضيق.. وخيباتهم تتراكم في خان شيخون

كل ما يجري من تطورات في المنطقة، يؤكد بالدليل القاطع شراكة إدارة دونالد ترامب وما قبلها، ونظام رجب أردوغان ليس في دعم الإرهاب في سورية وحسب، ولكن أيضاً في دعم الإرهاب الممنهج على مستوى العالم، ومراعاة المصالح الصهيونية والحفاظ عليها، والعمل لتحقيق الأطماع التركية والتوسعية، وليس أدل على ذلك من دغدغة واشنطن لأحلام أردوغان العثمانية في الجزيرة، وأوهام الكيان الصهيوني في خلق حليف له في تلك المنطقة، أكثر من استمرار وجود القوات الأميركية في المناطق التي غزتها في كل من سورية والعراق، وتماطل للخروج منها.
تلك التطورات تكشف أيضاً حجم التضليل والمراوغة اللذين يحكمان سياسات الطرفين، ورغبتهما في إطالة أمد الأزمة التي افتعلاها بمساعدة بعض الأنظمة التي ارتضت الارتهان للغرب الاستعماري الذي لم يتراجع أبداً عن محاولاته بهدف العودة إلى عهوده القديمة، رغم ضعفه وانكسار شوكته، وسيطرة الولايات المتحدة على حرية قراره ومواقفه، وجعله تابعاً لا حول له ولا قوة.
تلك المحاولات طوال الأعوام الماضية من عمر الحرب، وربما قبل بدئها بسنوات، لم تفضِ لأي نجاحات، بل زادت أولئك خيبة وإخفاقاً، رغم ما يمتلكونه من إمكانات سياسية واقتصادية وإعلامية وعسكرية كبيرة، ورغم ما استطاعوا تجييشه من مرتزقة ووضعهم تحت إمرتهم، حتى وإن طفت على السطح بوادر اتفاقات جديدة بينهم، حيث التفاصيل لم تتضح، وطبخة فسادهم لم تنضج، كما أن المعادلات لم يتم فك رموزها ومجاهيلها بعد.
حلفاء سورية حاضرون بقوة لتفكيك شيفرة المشهد، ويعلمون بأن ترامب وأردوغان يشد كل منهما لحاف الطمع نحوه، وقد يتمزّق بين أيديهم، حتى تنكشف عورات الجانبين، وتتحوّل حرارة اللقاءات الأخيرة إلى صقيع، لن يجمّد أي مفاوضات للغوص أكثر في بحر العدوان على سورية فقط، بل العلاقات البينية التي يحكمها وجود تركيا في حلف شمال الأطلسي أيضاً، لأنه المخلب الذي تستخدمه أميركا لتمزيق صور التعاون الإقليمي في المنطقة لكونها تضعفها.
ما يسمى بالمنطقة الآمنة التي يسعى الطرفان لإقامتها، لن تكون صندوق الدنيا لهما، لأن ما يدعيه النظام التركي من هواجس وتحديات استراتيجية لأمن بلاده القومي المزعوم، ليس إلا ذريعة باطلة ومبرراً فارغاً، يريد من ورائه باطلاً، وهو غزو أراضي الجيران، وتثبيت أقدامه فيها، ربما للانطلاق إلى مكان آخر في المنطقة ثم العالم، عملاً بسياسة أجداده من بني عثمان، كما أن تلك «المنطقة» لن توقف تقدّم الجيش العربي السوري الذي يوسّع نطاق سيطرته في الأماكن التي ظنّ الإرهابيون أنهم سيبقون فيها الدهر كله، والمناطق التي تمّ تحريرها خلال الأيام الأخيرة خير دليل على ذلك.

كتب حسين صقر
التاريخ: الجمعة 23-8-2019
الرقم: 17054

 

 

آخر الأخبار
توزيع سلل صحية في ريف جبلة مرسوم بمنح الموفد سنة من أجل استكمال إجراءات تعيينه إذا حصل على المؤهل العلمي مرسوم يقضي بالسماح لطلاب المرحلة الجامعية الأولى والدراسات العليا المنقطعين بسبب الثورة بالتقدم بطلب... مرسوم بمنح الطالب المستنفد فرص الرسوب في الجامعات والمعاهد عاماً دراسياً استثنائياً مرسومان بتعيين السيدين.. عبود رئيساً لجامعة إدلب وقلب اللوز رئيساً لجامعة حماة   انفجارات في سماء الجنوب السوري منذ قليل إثر اعتراض صواريخ إيرانية أوقاف حلب.. حملة لتوثيق العقارات الوقفية وحمايتها من المخالفات والتعديات تفعيل النشاط المصرفي في حسياء الصناعية تحديد مسارات تطوير التعليم في سوريا تعاون  بين التربية و الخارجية لدعم التعليم خطط لتطوير التعليم الخاص ضمن استراتيجية "التربية"   تجارة درعا.. تعاون إنساني وصحي وتنموي مع "اينيرسيز" و"أوسم" الخيرية بدء توثيق بيانات المركبات بطرطوس الهجمات تتصاعد لليوم الرابع.. والخسائر تتزايد في إيران وإسرائيل صالح لـ (الثورة): أولى تحدّيات المرحلة الانتقالية تحقيق الاستقرار والسلم الأهل مشاركون في مؤتمر "الطاقات المتجددة" لـ"الثورة ": استخدام الموارد بشكل أكثر كفاءة ودعم البحث العلمي قتلَ وعذبَ معتقلين في مشفى المزة العسكري.. ألمانيا تحكم بالمؤبد على أحد مجرمي النظام المخلوع  "تجارة إسطنبول": نجري في سوريا دراسة ميدانية لفرص الاستثمار "الفيتو الأميركي".. هل حال دون اغتيال خامنئي؟.. نتنياهو يعلّق الفساد المدمِّر.. سرقة الكهرباء نموذجاً عطري: العدادات الذكية ليست حلماً بعيداً بل هي حل واقعي