حضور ظريف يصدم ترامب في بياريتس الفرنسية.. الدول السبع تتفق على تخفيف التوتر مع إيران.. وواشنطن تمتعض!
يبدو أن الدول الغربية تتجه في الوقت الراهن لتخفيف حدة التوتر في الخليج، وتقليل فرص الصدام مع إيران على خلفية التصعيد الأميركي بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي، ولا سيما أن إيران أبدت كل استعدادها وجهوزيتها لأي مواجهة قد تفرض عليها أميركيا أو غربيا، وربما لهذا السبب تمت الدعوة الفرنسية لإيران متمثلة بوزير خارجيتها محمد جواد ظريف للمشاركة بالاجتماعات على هامش أعمال قمة السبع في فرنسا، الأمر الذي أزعج الإدارة الأميركية في الظاهر.
فقد أعلن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي أن الوزير ظريف توجه إلى مدينة بياريتس الفرنسية حيث تعقد قمة مجموعة الدول الصناعية السبع.
وقال موسوي في تغريدة على موقع تويتر إن الزيارة تأتي تلبية لدعوة نظيرة الفرنسي جان ايف لودريان وذلك لمواصلة المباحثات حول المبادرات الأخيرة التي طرحت بين الرئيسين الإيراني حسن روحاني والفرنسي ايمانويل ماكرون.
وأوضح موسوي أنه لا توجد نية للقاء أو التفاوض مع الجانب الأميركي المشارك في قمة الدول السبع.
وقال ظريف إنه أجرى في فرنسا لقاءات مع رئيسها إيمانويل ماكرون ووزير خارجيتها جان إيف لودريان، وممثلين عن ألمانيا وبريطانيا.
وفي تغريدة على حسابه في موقع «تويتر»، كتب ظريف أن الدبلوماسية النشطة لإيران مستمرة في اتجاه إرساء دعائم التعاطي البناء، وتابع بالقول: التقيت ماكرون على هامش قمة G7 في بياريتس، بعد محادثات مكثفة أجريتها مع لودريان ووزير المالية الفرنسي، وبعد ذلك عقدت اجتماعاً مشتركاً مع الوفدين البريطاني والألماني.
وختم الوزير الإيراني بالقول: الطريق أمامنا صعب ولكنه يستحق الاختبار.
وكانت وسائل إعلام أميركية قد كشفت في وقت سابق أن البيت الأبيض كان مصدوما بعد وصول ظريف إلى مدينة بياريتس التي تحتضن قمة مجموعة G7.
ونقل موقع : «إن بي سي نيوز» عن ثلاثة مسؤولين حكوميين أميركيين تأكيدهم أن إدارة ترامب غاضبة من الحكومة الفرنسية التي لم تبلغ ترامب بزيارة ظريف في وقت سابق، إلا أنهم رفضوا الكشف عن وجهة نظر ترامب الشخصية تجاه زيارة وزير الخارجية الإيراني.
وكان ترامب رد على أسئلة الصحفيين بشأن زيارة ظريف المفاجئة بالقول: ليس لدي أي تعليق.
وقال مسؤول في البيت الأبيض بهذا الصدد إن فرنسا لم تبلغ ترامب مسبقا بأن وزير الخارجية الإيراني سيكون متواجدا على هامش قمة مجموعة السبع.
وأشار المسؤول الأميركي في تصريحات لوكالة «رويترز» إلى أن ترامب لم يكن يعلم مسبقا باجتماع ظريف مع وفد فرنسي، على هامش قمة مجموعة السبع، وقال إن ترامب تفاجأ بهذا التصرف.
في الأثناء أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن زعماء دول مجموعة السبع الصناعية الكبرى اتفقوا على العمل المشترك بشأن الاتفاق النووي مع إيران بهدف تهدئة التوتر وبدء مفاوضات جديدة مع طهران.
وقال ماكرون لمحطة «إل.سي.إي» التلفزيونية الفرنسية: اتفقنا على ما نريد قوله بشكل مشترك بشأن إيران.. هناك رسالة من مجموعة السبع بشأن أهدافنا.. واشتراكنا فيها أمر مهم ويجنبنا انقسامات ستضعف الجميع في نهاية المطاف، مضيفاً إن الجميع يرغب في تجنب صراع بهذا الشأن.
وأشار الرئيس الفرنسي إلى أنه لم يحصل على تفويض رسمي من زعماء مجموعة السبع لتوجيه رسائل إلى إيران لكنه سيواصل إجراء محادثات معها على مدى الأسابيع المقبلة لتهدئة التوتر وقال: دار بيننا نقاش بشأن إيران وأعرب الجميع عن اهتمامهم بالاستقرار والسلام في المنطقة، مضيفاً إنه ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي كانت لهما مبادرات بخصوص إيران وفيما لم يصدر تفويض رسمي من المجموعة ستبقى هناك مبادرات وسيستمر إطلاقها للوصول إلى الهدف المنشود.
وكان مصدر بالرئاسة الفرنسية قد ذكر أن زعماء دول المجموعة اتفقوا على ضرورة أن يجري ماكرون محادثات ويوجه رسائل إلى إيران.
هذا واتفق قادة مجموعة الدول السبع على تكليف الرئيس الفرنسي النقاش مع إيران وتوجيه رسالة إليها لتجنّب التصعيد في المنطقة، وفق ما أفادت مصادر دبلوماسية وكالة فرانس برس أمس.
وأوضحت المصادر نفسها أن رؤساء الدول والحكومات في مجموعة السبع أكدوا مجدداً أثناء مأدبة عشاء افتُتحت خلالها أعمال القمة في بياريتس في جنوب غرب فرنسا، أن هدفهم هو تفادي حيازة إيران السلاح النووي على حد تعبيرهم.
وأشار المصدر إلى أن قادة مجموعة السبع توافقوا حول نقطتين: لا نرغب في حيازة إيران السلاح النووي وأنه لا أحد يرغب في زعزعة استقرار المنطقة ولا في التصعيد، بهدف تجنّب نزاع عسكري.
وتابع لتحديد المسار الأكثر فعالية لإجراء حوار توافق القادة على تكليف الرئيس الفرنسي من دون الكشف عن عناصر المفاوضات التي اتفقوا عليها.
بدوره قلل ترامب من أهمية الجهود الفرنسية للتوسط مع إيران، مؤكدا أنه بالرغم من سعادته بأن يتصل ماكرون بطهران لخفض التوتر، إلا أنه يفضل مبادراته الخاصة.
وفي جوابه عن سؤال حول ما إذا كان وافق على أي رسالة ينوي ماكرون تقديمها لطهران نيابة عن مجموعة G7، قال ترامب: لا، لم أناقش هذا الأمر، مضيفا أن للرئيس الفرنسي ولرئيس الوزراء الياباني، شينزو آبي الحرية في الحديث مع طهران، مشيرا بالقول: سنجري اتصالاتنا الخاصة، ولكن كما تعلمون لا يمكنني منع الناس من التحدث، إذا كانوا يريدون الحديث مع إيران فيمكنهم فعل ذلك.
وكالات – الثورة :
التاريخ: الاثنين 26-8-2019
الرقم: 17056