ثورة أون لاين – علي نصر الله:
مُسبقاً، يُقدر الكثيرون أن المجموعات، والتنظيمات، الإرهابية المُنتشرة في محافظة إدلب لن تلتزم بما اتُفق عليه ضامنهم اللص أردوغان مع الجانب الروسي، إن لجهة فك الارتباط المَزعوم بين هذه التنظيمات وتلك المجموعات، أو لجهة تنفيذ تفاهمات أستانا واتفاق سوتشي، وهو ما ستَكشف عنه وقائع الساعات القليلة القادمة.
اللص أردوغان الذي ارتفع صُراخه مؤخراً نَجدةً لمُرتزقته، ربما يَعرف أن إعلان وقف إطلاق النار الأخير سيكون الأخير فعلياً، بمعنى أن فرصة جديدة لن تُتاح له ولا للمُرتزقة الإرهابيين، لكن يُعتقد أن مَعرفته هذه لن تدفعه للالتزام ببنود اتفاق سوتشي وتفاهمات أستانا، لا لأن إقناع مُرتزقته يُمثل أمراً صعباً، ولا لأن الرغبة من عدمها مُتوفرة أو غير مُتوفرة لديه، بل لأن الفصل، وفك الارتباط، بين يُزعم أنها تنظيمات إرهابية وتلك التي يُزعم أنها “معارضة” هو أمر غير حقيقي!.
لماذا فشلت إدارة باراك أوباما بعملية فك الارتباط هذه التي اتُفق عليها سابقاً مع موسكو؟ فقط لأنها الأمر غير الحقيقي، إذ لا يمكن تنفيذه إلا بالكذب والادعاء بأن الأمر تَمّ وجَرى!.
المجموعات إياها، والتنظيمات إياها، التي يُراد الفصل بينهما وفك ارتباطهما، عقيدتها التكفيرية واحدة، مُشغلها واحد، راياتها مُختلفة وتَسمياتها، لكنها مُشتقة من مصدر واحد، هي إرهابية، تكفيرية، مأجورة، لا قضية لها سوى الارتزاق بممارسة الإرهاب وتنفيذ أجندات دول العدوان التي تُشغلها، وبالتالي، فما فشلت به إدارة أوباما ستفشل به حكومة اللص أردوغان، هذا إذا كنا نَتحدث عن دور لهذا أو ذاك بمَعزل عن المُخططات والغايات القذرة التي تجمعهما، وبمَعزل عن الوقائع التي تُثبت على نحو قاطع أن هؤلاء وهؤلاء مروا عبر الحدود التركية، وتدربوا داخلها وفي معسكرات أردوغان تحت الإشراف الأميركي المباشر!.
فك الارتباط لن يَحصل، الالتزام لن يَحصل، المُراوغة والكذب سيدا الموقف الأميركي التركي، وهما بذلك إنما يَختاران الحل العسكري، وكذبٌ كل ما تَدعيه واشنطن وأنقرة بشأن الحل السياسي وتَشكيل لجنة مناقشة الدستور وسواها مما يُطرح. واشنطن وأنقرة كانتا جُزءاً من المشكلة، بل المشكلة، ولن تكونا جزءاً من الحل!.
الفُرص التي مَنحتها وتَمنحها سورية وروسيا وإيران كنتيجة للمحادثات والاتصالات التي جرت وتجري في إطار أستانا وسوتشي، لن تَستمر إلى ما لا نهاية. الفُرصة الحالية المُتاحة ربما تكون الأخيرة، وهي بالأصل أُتيحت لسحب الذرائع الكاذبة، ولتَثبيت نفاق ودجل هذه الأطراف التي تضم الخليج وإسرائيل أيضاً، ولتَجميع مزيد من أدلة الإدانة بتورطها مع الإرهاب رعاية وتمويلاً وتسليحاً وتوجيهاً واستخداماً.
أصلاً اتفاق سوتشي وتفاهمات أستانا لا تشمل تنظيم جبهة النصرة الإرهابي، وبالتالي فإن استحقاق اجتثاثه من إدلب سيَبقى العنوان الأساسي الذي سيُحرج مُشغليه ويُلحق الهزيمة بهم وبمشروعهم، فالجيش العربي السوري سيُطهر المحافظة من دنسهم، وسيُعيدها خضراء في قلب الوطن، تماماً كما طَهّرَ باقي المناطق والمدن التي لن تكون إدلب أو الرقة ومُحيط التنف استثناءً.