تتوالى الهزائم التي يتعرض لها رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون نتيجة استراتيجية الخروج التي اعتمدها من أجل الخروج من الاتحاد الأوروبي، فبعد أيام من طرده 21 نائباً من حزب المحافظين بسبب تصويتهم ضد تلك الاستراتيجيه، أعلن شقيقه جو جونسون، استقالته من الحكومة البريطانية ومن مجلس العموم، في وقت أقر فيه(العموم) تشريعاً قد يؤجل (بريكست)، بالإضافة لرفض إجراء انتخابات مبكرة.
فقد أقر مجلس العموم البريطاني مشروع قانون يلزم رئيس الوزراء بتقديم اتفاق بشأن (بريكست) للبرلمان أو الحصول على مهلة جديدة من الاتحاد الأوروبي، ما يمنع خروج بريطانياً من الاتحاد بدون اتفاق.
وصوت 327 نائباً في مجلس العموم لصالح مشروع القانون، فيما صوت 299 نائباً ضده، ومن المقرر إحالة مشروع القانون إلى مجلس اللوردات للموافقة عليه، على حين انتقد جونسون بشدة إقرار مشروع القانون المذكور، مشيراً إلى أنه ينهي المفاوضات بشأن (بريكست) من الناحية العملية، مضيفاً إن مشروع القانون هذا يجبر رئيس الوزراء على الاستسلام أثناء المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي، وزعم أن مشروع القانون يحرم البلاد من الحق في تحديد مدة بقائها في الاتحاد الأوروبي بنفسها، وشدد على أن الحكومة لا تستطيع أن تعمل عندما يرفض البرلمان ما تقترحه.
جونسون كان دعا أيضاً لإجراء انتخابات مبكرة يوم 15 من الشهر المقبل لتقرر البلاد من سيذهب إلى بروكسل للتفاوض من أجل تسوية الأمور، وأكد أن بريطانيا ستخرج من الاتحاد الأوروبي في الموعد المقرر، أي 31 تشرين الأول القادم، في حال بقي هو رئيس الوزراء بعد 15 من الشهر ذاته، وأعرب عن أمله بأن يتمكن من التوصل إلى صفقة أفضل مع الاتحاد الأوروبي قبل حلول الموعد المذكور.
بدوره رفض مجلس العموم مقترح جونسون بإجراء انتخابات مبكرة، وصوت لصالح إجراء الانتخابات 298 نائباً، فيما كان جونسون يحتاج إلى 434 صوتاً لإعلان الانتخابات.
وصوت 56 نائباً ضد الانتخابات، بينما وجه أكبر أحزاب المعارضة، حزب العمال، أعضاءه بالامتناع عن التصويت.
في هذه الأثناء قدم شقيق جونسون جو جونسون استقالته من الحكومة والمجلس وذلك بعد أيام من طرد بوريس 21 نائباً من حزب المحافظين بسبب تصويتهم ضد استراتيجيته لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، بسبب ما أسماه الصراع بين الولاء العائلي والمصالح الوطنية ، حيث يحاول جو جونسون، منذ توليه منصب نائب وزير الأعمال الحرة في حكومة شقيقه في تموز الماضي، تضييق الخلاف داخل صفوف حزب المحافظين، الذي ينقسم بشدة حول رؤية جونسون لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، مع أو بدون صفقة.
بموازاة ذلك وفي الذكرى الـ80 لعودة ونستون تشرشل من عزلة سياسية لقيادة بريطانيا إبان الحرب العالمية الثانية، تم طرد حفيده من البرلمان بسبب معارضته لخطة جونسون بشأن (بريكست).
ونقلت صحيفة فايننشال تايمز أن السير نيكولاس سومز، حفيد رئيس الوزراء الأسطوري، أصبح بين 21 نائباً محافظاً قررت قيادة حزبهم منعهم من تمثيله في البرلمان، بعد أن صوتوا ضد خطة جونسون لإخراج البلاد من الاتحاد الأوروبي في 31 تشرين الاول حتى إذا لم يتم التوصل حتى ذلك الحين إلى اتفاق بين لندن وبروكسل بشأن شروط الانسحاب.
وكالات – الثورة:
التاريخ: الجمعة 6-9-2019
الرقم: 17067