تبدو الحياة أحياناً رغم جمالها مملوءة بالاستفزازات التي لا سبيل للخلاص منها، فما إن فتحت التلفزيون صباحاً حتى بشرتني قارئة الأبراج، بنهار صعب مملوء بموجة استفزازات عارمة، مع أن جزءاً من رسالة الأبراج هو تحسين المزاج ودعوة الناس للفرح والتفاؤل قدر الإمكان.
ورغم أني أتعاطى مع محترفي قراء الأبراج كمنجمين لا يمكن أن يصدقوا.. غير أني بدأت منذ أمس بإعادة النظر بهذه القناعة ولا سيما أن موجة من الاستفزازات بدأت مع النشرة الجوية، عندما توقعت (المذيعة الهيفاء) منخفضاً جوياً يلطف الجو قليلاً، لأتفاجأ بجو حار رطب يجعل الثياب تلتصق بأجساد أصحابها ويجبر بعض المراهقات على اختصارها إلى ما تحت المعدل الطبيعي بقليل.
ثاني الاستفزازات كان ينتظرني عند باب البناية، حيث أكوام نفايات جيراني التنابل تسدّ جزءاً من الشارع، مع العلم أن حاوية القمامة على الطرف الآخر من الشارع..!
ثالث الاستفزازات واجهني مع السرفيس الذي أومأت له فتوقف رغم عدم وجود مقعد شاغر، والأنكى من ذلك أن السائق أشار إليّ بأن (دبر راسك)، قد يكون معه حق فعلبة السردين التي يقودها تتسع لبعض الرؤوس فما حاجته لبقية أجزائنا..؟!
رابع الاستفزازات كان يقف بثبات عند الصراف الآلي الذي استقبلني بـ (أهلا وسهلاً) وودعني بتهذيب (معتذرا) لأنه كان مفلساً كعادته، بعد أن أفرغه الزملاء في فترة سابقة.. فانطلقت في رحلة البحث عن آخر إلى أن وصلت إلى (المركزي) فدسست نفسي بكامل أجزائي بين مئات المحشورين بداخله..!
خامس الاستفزازات تراءى لي وأنا أفتح قائمة طلبات زوجتي المرعبة، الطلبات التي التهمت الجزء الأكبر من جسد الراتب المسكين ولم يبق منه سوى رؤوس صغيرة متطايرة (فراطة) لا تغني ولا تسمن من جوع، فرحت أردّد (صدق المنجمون ولو كذبوا)..؟!
عبد الحليم سعود
التاريخ: الاثنين 9-9-2019
الرقم: 17070