وهم «الآمنة» ..

يتدحرج الوهم الأميركي – التركي على حدود (المنطقة الآمنة)، ليراكم تخبط وهزيمة الطرفين على الأرض بعد انهيار الجسم الإرهابي، لاسيما في أرياف حماة وإدلب واللاذقية وصولاً إلى مشارف إدلب التي باتت في قبضة الجيش العربي السوري.
الملفت في هذا الاتفاق ( اللا – اتفاق ) أنه بقدر ما يكشف مزاعم وأكاذيب الطرفين حول الانسحاب من الجغرافيا السورية أو فيما يتعلق بتنفيذ الاتفاقات والتعهدات المبرمة للقضاء على الإرهاب في إدلب والجزيرة السورية، بقدر ما يؤكد حقيقة وحجم الاختلافات والصراعات بين أطراف الإرهاب، لاسيما بين الأميركي والتركي اللذان باتا يتبادلان أدوار الابتزاز والاستثمار في مساحات وهوامش الفراغ والزمن ليس مع خصوصهم وأعدائهم فحسب، بل مع بعضهم البعض أيضا وهذا بدوره يعكس حقيقة تصدع وانهيار منظومة الإرهاب بشكل عام.
اتفاق ( المنطقة الآمنة ) الذي قضى حتى قبل أن يولد، يؤكد وصول الأميركي والتركي إلى حالة مرضية مستعصية من استحضار واستجرار الوهم، لتحقيق ما تبقى من طموحاتهم وأطماعهم على الأرض السورية، خاصة بعد الانتصارات الكبرى التي لا يزال يحققها الجيش العربي السوري الذي بات يمتلك زمام التحكم والسيطرة في الميدان، إلى درجة يستحيل بعدها العودة بالأمور خطوة واحدة إلى الوراء، أو حتى القبول بالواضع الراهن إلى ما لا نهاية.
سورية أدانت بأشد العبارات التطبيق العملي لما يسمى اتفاق ( المنطقة الآمنة ) بين الإدارة الأميركية والنظام التركي وقيام الطرفين بتسيير دوريات مشتركة في منطقة الجزيرة السورية، مؤكدة أن هذه الخطوة تشكل انتهاكاً سافرا للقانون الدولي وعدوانا موصوفا بكل معنى الكلمة، لكن الأهم أنها أكدت التصميم والعزم على إسقاط كافة المشاريع التي تستهدف وحدة وسلامة أراضي الجمهورية العربية السورية، وفي هذا رسالة واضحة وحاسمة إلى واشنطن وأنقرة باستحالة السماح لأحد بالعبث بحقائق التاريخ والجغرافيا والواقع المرتسم على الأرض.

فؤاد الوادي

التاريخ: الثلاثاء 10-9-2019
رقم العدد : 17071

 

آخر الأخبار
الأمم المتحدة تحذر من انعدام الأمن الغذائي في سوريا.. وخبير لـ" الثورة": الكلام غير دقيق The Hill: إدارة ترامب منقسمة حول الوجود العسكري الروسي في سوريا أهالٍ من حيي الأشرفيّة والشّيخ مقصود: الاتفاق منطلق لبناء الإنسان تحت راية الوطن نقل دمشق تستأنف عملها.. تحسينات في الإجراءات والتقنيات وتبسيط الإجراءات وتخفيض الرسوم نظراً للإقبال.. "أسواق الخير" باللاذقية تستمر بعروضها "التوعية وتمكين الذات" خطوة نحو حياة أفضل للسّيدات تساؤلات بالجملة حول فرض الرسوم الجمركية الأمريكية الخوذ البيضاء: 453 منطقة ملوثة بمخلّفات خطرة في سوريا تراكم القمامة في حي الوحدة بجرمانا يثير المخاوف من الأمراض والأوبئة رئيس وزراء ماليزيا يهنِّئ الرئيس الشرع بتشكيل الحكومة ويؤكِّد حرص بلاده على توطيد العلاقات مصير الاعتداءات على سوريا.. هل يحسمها لقاء ترامب نتنياهو غداً إعلام أميركي: إسرائيل تتوغل وتسرق أراض... Middle East Eye: أنقرة لا تريد صراعا مع إسرائيل في سوريا "كهرباء طرطوس".. متابعة الصيانة وإصلاح الشبكة واستقرارها إصلاح عطل محطة عين التنور لمياه الشرب بحمص علاوي لـ"الثورة": العقوبات الأميركية تعرقل المساعدات الأوروبية السّورية لحقوق الإنسان": الاعتداءات الإسرائيليّة على سوريا انتهاك للقانون الدّولي الإنساني سوريا تواجه شبكة معقدة من الضغوط الداخلية والخارجية "اليونيسيف": إغلاق 21 مركزاً صحياً في غزة نتيجة العدوان "ايكونوميست": سياسات ترامب الهوجاء تعصف بالاقتصاد العالمي وقفة احتجاجية في تونس تنديداً بالاعتداءات على غزة وسوريا واليمن