خلافات على إدارة الإرهاب

 

لا يزال نظام أردوغان ومشغله الأميركي يراهنان على الوقت للتمكن من إعادة تدوير تنظيماتهما الإرهابية، ومواصلة الاستثمار بأدوارها الوظيفية، عبر امتلاك المزيد من الأوراق التفاوضية، ووسائل ضغط وابتزاز إضافية للتأثير على أي مسار سياسي قادم.. والسلوك العدواني المتصاعد لكلا الجانبين، لا ينفصل عن سياق أجندتهما المعدة لتقسيم سورية وإضعافها.
الطرفان يحاولان إظهار الخلاف في العلن حول الكثير من الجوانب المتصلة بدعمهما للإرهاب، وإدارة دفة عمليات المرتزقة على الأرض، ولكن الوقائع والمعطيات تؤكد بشكل لا لبس فيه مدى التنسيق الحاصل بينهما حتى في أدق التفاصيل بما يخص المشهد العدواني بشكل عام، فحتى ما يسمى «المنطقة الآمنة» المزعومة، ورغم كل ما يظهرانه من خلافات شكلية تتصل بحجم تلك المنطقة وأبعادها، والأهداف العدوانية وراء إنشائها، إلا أنهما يستثمرانها إعلاميا للمحافظة على وجودهما الاحتلالي في الجزيرة السورية لأطول وقت ممكن، وإذا كان هدف نظام أردوغان من تلك المنطقة إيجاد ملجأ آمن لإرهابييه، فهدف أميركا حماية مرتزقتها «قسد» لتكون ذراعها الدائم على الأرض السورية، وفي النتيجة فإن ميليشيا «قسد»، وإرهابيي أردوغان على مختلف أشكالهم وتسمياتهم وجهان لعملة واحدة، ويؤديان نفس الغرض الذي يخدم مشروع التقسيم الصهيوأميركي، ويشكل نظام أردوغان رأس الحربة فيه.
وفي ادلب يعمل التركي ومشغله الأميركي معا من أجل الحفاظ على إرهابيي «النصرة»، فيمدهم نظام أردوغان بكل لوازم الدعم التسليحي واللوجستي، فيما يجهد الأميركي لتسويقهم «كمعارضة معتدلة» وفرضهم كجزء رئيسي في أي مفاوضات لاحقة، وطلب تركيا اليوم تمديد وقف إطلاق النار في منطقة خفض التصعيد والتي نفذها الجيش العربي السوري منذ يوم السبت قبل الماضي واستمرت لمدة 8 أيام، لا تحيد عن رغبة التركي والأميركي معا في استثمار الوقت الإضافي من أجل إعادة ترميم صفوف الإرهابيين بعد هزائمهم المتلاحقة بريفي حماة وإدلب، وهذا الأمر سبق أن حصل مرار وتكرارا بعد كل هزيمة لإرهابيي «النصرة» ومن ينضوي تحت رايتهم التكفيرية، وبحسب المعلومات الميدانية فإن التنظيمات الإرهابية الرافضة للانسحاب من منطقة خفض التصعيد، تستغل قرار وقف إطلاق النار بتعزيز مواقعها وزيادة عدد تحصيناتها بإشراف تركي وأميركي، لإعطاء ضامن الإرهابيين أردوغان ورقة ضغط جديدة في «آستنة» القادم بعد نحو أسبوع.
الجنوح الأميركي والتركي نحو إرباك المشهدين الميداني والسياسي، وإعادة الأمور إلى المربع الأول، يؤشر إلى مرحلة أخرى من أشكال الحرب الإرهابية على سورية، تجرب فيها منظومة العدوان سيناريوهات جديدة بعد فشل سابقاتها.. ولكن وقائع الميدان والمعطيات الجديدة على الأرض تؤكد باليقين القاطع أن أي مخططات عدائية جديدة، وفي أي مرحلة كانت سيكون مصيرها الفشل المحتوم.
ناصر منذر

التاريخ: الأربعاء 11-9-2019
رقم العدد : 17072

 

آخر الأخبار
بقيمة 2.9مليون دولار.. اUNDP توقع اتفاقية مع 4 بنوك للتمويل الأصغر في سوريا حمص.. حملة شفاء مستمرة في تقديم خدماتها الطبية د. خلوف: نعاني نقصاً في الاختصاصات والأجهزة الطبية ا... إزالة مخالفات مياه في جبلة وصيانة محطات الضخ  الألغام تهدد عمال الإعمار والمدنيين في سوريا شهادة مروعة توثق إجرام النظام الأسدي  " حفار القبور " :  وحشية يفوق استيعابها طاقة البشر  تفقد واقع واحتياجات محطات المياه بريف دير الزور الشرقي درعا.. إنارة طرقات بالطاقة الشمسية اللاذقية.. تأهيل شبكات كهرباء وتركيب محولات تفعيل خدمة التنظير في مستشفى طرطوس الوطني طرطوس.. صيانة وإزالة إشغالات مخالفة ومتابعة الخدمات بيان خاص لحفظ الأمن في بصرى الشام سفير فلسطين لدى سوريا: عباس يزور دمشق غدا ويلتقي الشرع تأهيل المستشفى الجامعي في حماة درعا.. مكافحة حشرة "السونة" حمص.. تعزيز دور لجان الأحياء في خدمة أحيائهم "فني صيانة" يوفر 10 ملايين ليرة على مستشفى جاسم الوطني جاهزية صحة القنيطرة لحملة تعزيز اللقاح الروتيني للأطفال فيدان: الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا تزعزع الاستقرار الإقليمي الجنائية الدولية" تطالب المجر بتقديم توضيح حول فشلها باعتقال نتنياهو قبول طلبات التقدم إلى مفاضلة خريجي الكليات الطبية