ثورة أون لاين-خالد الأشهب: عن شيخ سلفي تونسي .. نقلت الوكالة الأميركية يو بي اي إن هناك طائفة من الجن شيوعية، وتدين بالولاء إلى القيادي اليساري التونسي حمة الهمامي أمين عام حزب العمال والناطق الرسمي بإسم الجبهة الشعبية التونسية المعارضة ,
ويضيف الشيخ : إنه ليس كل الجان على عقيدة واحدة، حيث هناك من هو يهودي ومن هو مسلم ومن هو مسيحي !!
هذا في تونس وربما في مصر أيضاً, حيث لا يزال اليسار يساراً ولا يزال اليمين يميناً … ولو بالوراثة أو بالتقليد الأعمى , ولكل منهما جانه وملائكته وفق دعوى الشيخ السلفي إياه , تدين له بالولاء فلا تهاجمه أو تنقلب عليه كما انقلب الغنوشي على الدولة المدنية وقد تبجح بها طيلة إقامته في فرنسا, أو كما انقلب محمد مرسي عليها أيضاً رغم إقامته الطويلة و" المثمرة " في أميركا, والتي ادعى .. أو جعل من يدعي عنه من مستشاريه , بأن أميركا , وحين أيقنت أنه عائد إلى مصر لا محالة… أرسلت إليه من عسسها من يغسل له دماغه كي لا يفيد بلاده بما تراكم فيه من المدنية … ولا أحد يدري, حتى من ادعى له بذلك, لماذا نجح الغسيل في إزالة المدنية والديمقراطية والتعددية من دماغ مرسي ولم ينجح في إزالة الأخونة والاستبداد ؟
ولأن المصدر الأساس في كل تلك الفتاوى والادعاءات والانقلابات واحد أحد, فقد حدث شيء من هذا القبيل في سورية أيضاً, ومع جملة كبيرة وواسعة من " ثوارها " الذين لم يحتاجوا غسيلاً دماغياً أميركياً أبداً، ولا احتاجوا أغلظ الأيمان يحلفون بها على البقاء في جاداتهم المحلزنة من اليمين واليسار , ذلك أن هؤلاء.. هم الذين انقلبوا على جانهم وجنياتهم وملائكتهم وليس العكس, وهم الذين غسلوا أدمغتها.. فضلا ًعن غسيل أدمغة بعض السوريين المأخوذين باحتشادات " الثورة " وشعاراتها وعناوينها, وإلا فكيف يفسر المرء ذلك التحول الكيميائي الذي يجعل من شيوعي سوري متمرس في شيوعيته رئيساً لمجلس من الإخوان المسلمين ؟ ثم يجعله يعلن على الملأ أن قتلة ومجرمي جبهة النصرة ومرتزقتها القادمين من أربع جهات الأرض هم جزء لا يتجزأ من بنادق "الثورة" السورية !!
وكيف يفسر المرء انقلاب من يسمى نفسه بنفسه مثقفاً ومعارضاً مستقلاً, والله وحده يعلم عن ماذا هو مستقل, من مديح الإخوان ووثائقهم إلى هجائهم وذمهم خلال أشهر فقط.. مع أنهم ما غيروا ولا بدلوا تبديلا.. وكمن يقيم أداء مطعم للوجبات السريعة . بل كيف للمرء أن يفسر انقلاب داعية وواعظ على طول ما ادعى ووعظ من الوطنية والالتزام وتقوى الدين من فوق المنابر إلى داعية احتلال خارجي بدفعة أولى من الباتريوت التركي!!
يبدو أن حوريات الجنة أيضاً ليست على عقيدة واحدة كما قال شيخنا التونسي, إذ منهن حصة للإخوان المسلمين ومنهن حصة للشيوعيين أو غيرهم من المنقلبين, وهناك بالتأكيد.. حصة للمثقفين المعارضين المستقلين ؟؟