شيطـــان التفاصيـــل

 

 

ما زالت معظم القرارات المتخذة من قبل أصحاب القرار والكثير من الخطط الموضوعة لجهاتنا العامة في وادٍ والآليات والتسهيلات المناسبة لتنفيذها في وادٍ آخر، ونعتقد أن الأمثلة على ما تقدم في كل قطاع من قطاعاتنا الخدمية والإنتاجية والاستثمارية والتربوية لا تعد ولا تحصى وهي معروفة للمعنيين والمواطنين على حد سواء، رغم أن المعنيين يحاولون إيهامنا بأنهم لا يعرفون، وبالتالي يستمرون في التغني بقراراتهم وخططهم حتى لو بقيت نسب تنفيذها صفراً أو ضعيفة جداً!!
لقد تحدثنا كإعلاميين وما زلنا نتحدث عن مشاريع استراتيجية مهمة وضعت لها الحكومة حجر الأساس منذ سنوات عديدة معظمها قبل الأزمة، ثم بقي موقعها كما هو دون أن يتحرك فيه أي ساكن لأسباب ذاتية تتعلق إما بسوء دراسات الجدوى الاقتصادية أو غير الاقتصادية، وإما بسوء الدراسات التخطيطية، وإما بسوء الإدارة وعدم المتابعة، وإما بشخصنة الأمور التي تجعل هذا المسؤول الجديد أو ذاك يتخلى عن المشاريع التي أقرت ودرست قبل تسلمه مهامه، وإما على خلفيات مصالح شخصية وفساد..الخ.
وإذا أردنا أن نذكر بعض الأمثلة نشير إلى المشاريع التي تم وضع حجر الأساس لها منتصف ثمانينيات القرن الماضي على مئات الهكتارات المستملكة جنوب طرطوس دون أن يباشر بأي منها، وإلى مشروع محطة المعالجة الرئيسيّة شمال طرطوس الذي تم وضع حجر الأساس له سنة ٢٠٠٨ دون أن يشهد أي تقدم، وإلى مشاريع محطات معالجة أخرى على مستوى المناطق، وإلى مشروع السكن الشبابي المرحلة الثانية الذي تم وضع حجر الأساس له في نيسان ٢٠١٧ دون أن يتم التعاقد عليه ويباشر به إلى الآن، ومشروع توسيع القصر العدلي الذي شهد احتفالاً كبيراً يوم تم وضع حجر الأساس له منذ نحو ست سنوات والذي تم استبعاده بعد ذلك، ومشروع عصائر الحمضيات الذي وضعنا حجر الأساس له في اللاذقية وتغنينا بأهميته الكبيرة دون أن نخطو أي خطوة عملية فيه بعد ذلك.. ومشاريع عديدة أخرى نترك لمن يهمه الأمر إحصاءها في كل وزارة من وزارات الدولة على حدة.
ولا يتوقف الأمر عند ما تقدم إنما يتعداه ليشمل الحملات التي نعلن عن القيام بها بدءاً من حملة إزالة الإشغالات المخالفة على الملك العام، مروراً بحملات النظافة ومكافحة التهريب والدروس الخصوصية، وليس انتهاء بحملة مكافحة الفساد..الخ
إن هذا الواقع الذي يناقض نوايا البعض الحسنة وتصريحات الكثير من أصحاب القرار يتطلب المعالجة بعيداً عن (شيطان التفاصيل).

هيثم يحيى محمد
التاريخ: الخميس 12-9-2019
رقم العدد : 17073

 

آخر الأخبار
رقابة غائبة وتجار متحكمون.. من يدير الأسواق والأسعار؟ الخريجون الأوائل من الجامعات  للتعيين المباشر في المدارس   تأهيل ثلاث مدارس في ريف دير الزور  التنمية الإدارية تنشر قوائم تضم 40,846 مفصولاً تمهيداً لإعادتهم إلى العمل  تحالف للاقتصاد السوري السعودي.. د. إبراهيم قوشجي لـ"الثورة": لا يخلو من التحديات ويفتح أسواقاً جديد... "أوتشا": خطة إسرائيل لاحتلال غزة تنذر بكارثة إنسانية   الصناعة والتجارة الأردنية: 200إلى 250 شاحنة تدخل سوريا يومياً تعرفة الكهرباء الموجودة..  بين ضغوط "التكاليف والإمكانات"   الاتفاقية السورية- السعودية خطوة استراتيجية لإعادة تنشيط الاقتصاد الوطني  "إدارة الموارد المائية في ظروف الجفاف بمحافظة اللاذقية" تحديث منظومة الضخ من نبع السن وتنفيذ محطات ... مرسوم  بتعيين إبراهيم عبد الملك علبي مندوباً دائماً لسوريا في الأمم المتحدة  نيويورك تايمز: جرائم نظام الأسد تغيّب مئات الأطفال في متاهة السجون ودور الأيتام الحالة الوطنية الجامعة وتعزيز مبدأ الانتماء والهوية أرقام مبشرة في حصاد ما أنجزته "الزراعة" منذ بداية 2025 تكريم الطالبة مها الدوس بدرعا لتفوقها في شهادة التعليم الأساسي "أوقاف درعا الشعبية" تدعم المستشفيات وجرحى أحداث السويداء تطوير منظومة النقل في حلب وتنظيم قطاع المركبات الزراعة بريف حلب بين التحديات والفرص ارتفاع كبير ومفاجئ للأسعار في أسواق طرطوس.. والرقابة غائبة! "شفاء 2".. يداً بيد لتخفيف معاناة المرضى .. 100 طبيب سوري مغترب لتقديم الرعاية الطبية والجراحية المج...