صبيتان تتهامسان مع بعضهما بعضا بعد أن استقلتا السرفيس .. قالت الأولى للثانية انتظري قليلا ستسمعي من السائق كلمة ما معي خمسينات رجع لحدا .. ما كذبت خبر.. كلما صعد شخص يقول له السائق: الذي معه خمسين يعطيني .. والما معه يدبر حاله.
الكلام استفز الصبيتين فأرادتا أن تصنعا موقفا طريفا فيه حركه وتموج .. لا من أجل خمسين ليرة .. بل من أجل صناعة موقف ساخر.
دفعت كل واحدة عن نفسها مئة ليرة وانتظرتا حتى قطعتا نصف المسافة .. سألت واحدة منهما السائق .. مارجعتلي رد عليها بحنق قلت لكم ليس لدي فراطه .. فقالت سأدفع عن رفيقتي في المقعد .. أعد لنا مئة ليرة .. والمئة الأخرى عن اثنين .. فقال السائق كل واحد يدفع عن حاله.. (رفيقتك بالمقعد معها تعطيك خمسين ليرة) ..ابتسمت وقالت له لا تشغل بالك سنتدبر الأمر.
في كل زاوية من زوايانا الاجتماعية يتعرض المواطن إلى الاستغناء عن الفراطة طوعا أو كرها سواء أكان في السرفيس أم في أي محل نتبضع منه .. بقالية .. محل الخضار والفواكه حتى غدت المئة.. والخمسون تعد فراطة. ويقول صاحب المحل خدلك شي شغلة بالباقي ما فيه فراطة.
وهذا لا يقتصر على السرافيس ومحال البيع بل يتعداه إلى أماكن تسديد فواتير الكهرباء والماء ومركز الهاتف.. فمجرد أن يسألك الموظف معك خمسين لرجعلك مئة تقول له: مسامح في أي مركز من المراكز المذكورة .. وإلا يطلب منك القيام بعملية الصرافة والانتظار.. لذلك أهون الشرين مسامح .. ما معي.
علاء الدين محمد
التاريخ: الجمعة 13-9-2019
الرقم: 17074