أفلاطون في معادلة النفس يخبرنا أن الشيء التالي لجوهر النفس والعالي عليها والمحيط بها هو العقل، وبأنه بحق هو ألطف الموجودات وأشرفها وأعلاها منزلة، وبأن العقل هو الترجمان الأعظم والحاجب الأقرب.. والعقل ليس شيئا غير التصوّر والتمثل وأي نفس عدمت التصور والتمثل فقد عدمت ذاتها، ومن فقد ذاته فهو ميّت..
«الكتاب.. بناء للعقل» عنوان معرض الكتاب الحادي والثلاثين وعنوان لمنشورات دور نشر عديدة احتوت مضامينها على كل مافيه من إضاءات لتنوير العقل..الكتاب جزء من منظومة ثقافية تدرك أهمية فعل العقل في الحياة الإنسانية.. تشاركية ثقافية يشهدها معرض الكتاب لهذا العام في مكتبة الأسد الوطنية، هذا الصرح الثقافي والإرث الحضاري، ودور نشر عربية وأجنبية تحط رحالها بين أطياف المجتمع السوري المتنوع الثقافات وتقدم للقارئ إضاءات لإشراق بنية تأملية وتمثيلات وتصويرات تحيي مكوناً من مكونات العقل..
عشاق الكتب النادرة والمخطوطات سيجدون ضالتهم ضمن هذا المعرض حيث أن مكتبة الأسد تعرض لفهارس تلك المخطوطات وكتب نادرة تعرض لأول مرة.. أما عشاق السينما فهم على موعد مع أحدث الأفلام السورية ضمن فعاليات المعرض إضافة لمعارض فنية وتشكيلية وندوات ومحاضرات ثقافية، وتوقيع كتب لأهم الكتاب والأدباء من سورية ومصر وتونس والعراق ولبنان والأردن ودول أجنبية.. اتباع طريق العقل يبدأ من الاهتمام بجوهر عالمه، وليس أكثر صدقا ووفاء ورفيقا للعقل من الكتاب، فلن يكون به أي إضرار أو غدر أو خذلان..
الكتاب يصحبنا نحو التمييز والإرادة العقلية الطموحة بعيدا عن الالتباس والتشويش ويجعل من الإنسان أسرع في المرور نحو غاياته.. كل الكتب والعناوين مشرعة أمام القراء تدلي بدلوها لعالم العقل كمصابيح الدجى، فهل من متأمل للمعاني الحقيقية والحياة نحو إشراق للعقل..؟؟!!
هناء دويري
التاريخ: الجمعة 13-9-2019
الرقم: 17074