المرتجى والمأمول!

 ما الجديد في لقاء القمة لزعماء كل من روسيا وإيران وتركيا في العاصمة أنقرة؟ وما المأمول والمرتقب من لقاء كهذا؟ وهل يمكن لهذه القمة أن تقدم حلولاً معقولة تسهم بوضع أسس منطقية للدخول في العملية السياسية الموعودة؟
  يأتي لقاء اليوم استكمالاً لمؤتمرات ثلاثية عقدت في سوتشي وطهران، فقد استضافت العاصمة الإيرانية قمة في منتصف شباط الماضي كمتابعة لجولتين سبق التآمهما منذ الثاني والعشرين من تشرين الثاني عام ٢٠١٧، وبالتالي فإن قمة اليوم تمثل المحطة الرابعة في سلسلة هذه القمم التي درجت على مناقشة موضوعات تتعلق بالوضع في محافظة إدلب أصلاً¡ وتناول موضوعات ثانوية كتطور النقاش في مسألة إطلاق لجنة مناقشة الدستور.
    ويجدر الإشارة إلى أن هذه القمة كانت مقررة في نيسان الماضي¡ وتم تأجيلها تبعاً للتطورات على جبهة إدلب وريف حماة الشمالي الشرقي وما نتج عنها من استعادة الكثير من المساحات التي كان يسيطر عليها الإرهابيون وخاصة استعادة خان ‏شيخون ومورك وكفرزيتا وغيرها من المناطق المدرجة في اتفاق سوتشي بشأن منطقة خفض التصعيد في إدلب، فقام الجيش العربي السوري برسم خطوط المواجهة بالقوة العسكرية، وقام بتثبيت تلك الخطوط المرسومة في الاتفاق بقوة النيران خلافاً لما كانت تريد تركيا ورغماً عن رغباتها في ظل الدعم العسكري والمعلوماتي والإعلامي الكبير الذي قدمته أجهزة أردوغان للمجموعات الإرهابية للحيلولة دون تقدم الجيش العربي السوري واستعادة جزء من التراب السوري الذي دنسته المجاميع الإرهابية لفترات مختلفة.
 من المتوقع أن يسعى أردوغان للحصول على دعم الرئيسين بوتين وروحاني في مسألة نقاط الرقابة التركية¡ مقدماً الذرائع الكاذبة في مراقبة المجموعات الإرهابية وملاحقة تحركاتها للتوصل إلى تحديد مرحلة الانطلاق نحو محاربتها والقضاء عليها، وهو هنا قد يكرر تصريحه الشهير إثر أول قمة ثلاثية حين صرح في الرابع والعشرين من تشرين الثاني في عام ٢٠١٧ بأنه على استعداد لتغيير موقفه من سورية ولقاء السيد الرئيس وفق الظروف والمستجدات، وهو في الحقيقة لم يسع ولم يقدم على أي خطوة للوفاء بوعده أو الالتزام بتصريحاته، بل على العكس فإنه لجأ إلى سياسة المزيد من العداء من خلال توسيع الدعم للإرهابيين وصولاً لعدم الالتزام باتفاق سوتشي الموقع في السابع عشر من أيلول من العام الماضي.
 واليوم فإن أردوغان لن يغير سياسته المخادعة هذه، وهو سيحاول استغلال ضعفه وتراجعه الداخلي طالباً الدعم من الزعيمين للقيام بعمل خارجي في سورية يستعيد من خلاله شعبيته المتراجعة.
   إنها جولة صعبة ليس من الضروري أن تأتي بنتائج إيجابية، لكنها من جانب آخر قد تضع حدوداً لتجاوزات أردوغان المعتاد على لعب دور الضحية¡ بينما الحقيقة المطلقة تؤكد أنه المجرم.

مصطفى المقداد
التاريخ: الاثنين 16-9-2019
الرقم: 17075

آخر الأخبار
جميع الشركات أكملت تجهيز مواقعها.. معرض دمشق سيكون نموذجاً وطنياً مميزاً.. وترتيبات مبهرة بحفل الافت... الرئيس الشرع يستقبل وفداً من الكونغرس الأميركي لبحث ملفات الأمن ورفع العقوبات رسالة معرض دمشق الدولي بدورته الجديدة.. الانفتاح والشراكة مع العالم دمشق ترحب وتعتبر رفع العقوبات الأميركية تحولاً نوعياً يمهّد لمسار تعاون جديد تعزيز التعاون في مجال الطوارئ والكوارث بين سوريا والعراق معرض دمشق الدولي.. بوابات اقتصادية وآمال مشروعة لانفتاح أكبر "الرقابة المالية":  فساد "ممنهج" بتريليونات الليرات استهدف معيشة السوريين مباشرة جمعية "موصياد" التركية: فتح آفاق للتعاون مع سوريا وإطلاق منتدى اقتصادي دولي معرض دمشق الدولي.. منصة متكاملة لتبادل الخبرات والمعارف وعقد الاتفاقات تطوير العلاقات الاقتصادية بين "غرف التجارة السورية" و"التجارة والصناعة العربية الألمانية" محطة وطنية بامتياز.. في مرحلة استثنائية رسمياً ... الخزانة الأميركية تُعلن رفع العقوبات المفروضة على سوريا اجتماع جدة: إسرائيل تتحمل مسؤولية جرائم الإبادة في غزة معاون وزير الصحة يتفقد أقسام مستشفى درعا الوطني سعر الصرف يتراجع والذهب يحلق الحملات الشعبية في سوريا.. مبادرات محلية تنهض بالبنى التحتية وتؤسس لثقافة التكافل عودة نظام سويفت تدريجياً.. خبير اقتصادي  لـ"الثورة": استعادة الروابط المالية وتشجيع الاستثمار نقطة تحول كبرى.. سوريا خارج قوائم العقوبات المالية والتجارية لمكتب "OFAC" الأميركي المبادرات الشعبية بريف إدلب... تركيب أغطية الصرف الصحي في معصران نموذجاً العمارة المستدامة في قلب مشاريع الإعمار.. الهندسة السورية تتجه نحو الأخضر