اختطاف المدنيين!!

 ما يَشهده المَعبر الذي تمّ تَجهيزه من قبل الحكومة السورية بمنطقة أبو الضهور المُخصص لاستقبال المدنيين – من أهالي محافظة إدلب وريفها – الباحثين عن الأمن والأمان، الفارّين من بَطش وإرهاب تنظيم جبهة النصرة الإرهابي ومُشتقاته من المرتزقة، يَتطابق مع ما شهدته المَعابر التي افتتحتها الحكومة في مرحلة سابقة، بحلب وحمص وغيرها من المناطق التي استعادها الجيش العربي السوري.
التطابق الحاصل بين ما يَشهده مَعبر أبو الضهور والمعابر الأخرى السابقة، لا يَتعلق فقط بمحاولة التنظيمات الإرهابية منع المدنيين من الخروج والمُغادرة، بترهيبهم، وبإطلاق النار عليهم، وبإرغامهم على البقاء داخل مناطق انتشارها، بل يَتعلق أيضاً بالموقف السياسي، أولاً، للأمم المتحدة، وثانياً، للدول الداعمة للإرهاب المُستثمرة فيه، وثالثاً، لمنابر الإعلام ومُنظمات المجتمع المدني والرأي العام!.
لا يُوجد أي مُسمّى آخر لمُحاولة منع المدنيين من الفرار والخلاص من الإرهابيين، سوى أنه اختطاف تحت التهديد بالقتل والتصفية الجسدية.
ولا يُوجد تَوصيف آخر لصمت الأمم المتحدة – الصمت بأفضل الحالات – سوى إعلان مُوافقتها على استمرار اختطاف الإرهابيين للمدنيين، وسوى مُوافقتها على استمرار تَرويعهم وإرهابهم، بل في حالات أخرى تَكررت، ساهمت الأمم المتحدة – ببيانات صدرت عنها – بتكريس الحالة، وبمحاولة الانضمام العَلني للأطراف المُستثمرة بالإرهاب، الراعية له!.
إذا كانت مَواقف الدول الداعمة الراعية للإرهاب مَعروفة مُسبقاً، وتأتي مُنسجمة مع سلوكها وسياساتها العدوانية فضلاً عن مُخططاتها بالحرب والعدوان، فإن المُستغرب هو موقف الأمم المتحدة كمنظمة دولية من أُولى مهماتها حفظ الأمن والسلام وحماية المدنيين!.
وإذا كانت مواقف ما يُسمى بمنظمات أو مؤسسات المجتمع المدني التي تَدّعي الحرص على السلام والازدهار مَعلومة مُسبقاً، وتأتي كاستجابة فورية لمصادر تَمويلها القذرة ولاتصالها المُباشر بالحكومات الرأسمالية، شأنها بذلك شأن وسائل الإعلام – المُضللة – التي تَدّعي الحرص على الحرية، فإن فضيحة الأمم المتحدة، والرأي العام، تبدو مُضاعفة، أولاً بسبب الكذب والدجل الذي يُمارسانه، وثانياً بسبب عدم قُدرتهما على التحرر من هيمنة النظام الرأسمالي الامبريالي، وثالثاً بسبب عَجزهما عن لعب أي دور إنساني أو سياسي مُستقل!.
هذه المواقف مُجتمعة، لا تَعكس إلا الشراكة المُعلنة – مع واشنطن ومحور الشر الذي تقوده – بالعدوان على سورية ومحور المقاومة، وهي لا تَنفصل عن الكثير من مواقف النفاق التي تتخذها مؤسسات الغرب الرسمية وغير الرسمية تجاه لبنان والعراق واليمن، ودائماً تجاه القضية الفلسطينية العادلة.
قد تَتَمكن هذه المواقف القذرة من التشويش على عملية تحرير إدلب من الإرهاب، لكنها لن تَتمكن من طمس الحقيقة، وقولاً واحداً لن تُثني سورية عن استكمال ما بدأته: باجتثاث الإرهاب ودَحره، وباستعادة كل المناطق والمدن، وبحماية مواطنيها، وبإعادة إعمار ما دمّره العدوان.. بل ستقتص لاحقاً من مُكونات منظومة العدوان وحكوماتها.

علي نصر الله
التاريخ: الاثنين 16-9-2019
الرقم: 17075

آخر الأخبار
مسؤول أممي: إعمار سوريا ضرورة لاستقرار المنطقة الذهب والمعادن الثمينة.. فرصة لتعميق التعاون بين سوريا وأذربيجان أول سفير تركي في دمشق منذ 2012 ..ترسيخ للعلاقات والتعاون الاستراتيجي بمشاركة 50 صناعياً.. انطلاق معرض خان الحرير للألبسة الرجالية في حلب بحث تعزيز التعاون بين جامعة حلب ومنظمة و"إيكاردا" و "السورية للبريد" هاكان فيدان يعيّن نُوح يلماز سفيراً لتركيا في سوريا "المؤتمر الطبي الأوروبي العربي الأول".. شراكة للعلم والحياة قطر وباكستان تجددان دعمهما لوحدة وسيادة سوريا الأمم المتحدة: 300 ألف لاجئ سوري عادوا من لبنان إلى وطنهم منذ مطلع 2025 وزير التعليم العالي: سوريا تنهض بالعلم من جديد وتستعيد مكانتها الطبية في العالم مايك بومبيو: أحمد الشرع هو “الرهان الأفضل” لمستقبل سوريا والمنطقة مئة يوم على اختفاء "حمزة العمارين" في السويداء ومطالب حقوقية بكشف مصيره أسعار المدافىء في حلب تحول بين المواطن ودفئها.. والغلَبة للبرد..!   وفد إعلامي سوري يختتم زيارة إلى قطر لتعزيز التعاون الإعلامي بيروت تُعين هنري قسطون سفيراً لها في سوريا قطاع الكهرباء.. فرص واعدة وتحديات قائمة  بدعم من اليونسكو.. تدريب إعلامي يعزز التغطية المحايدة الدكتور عبد الحكيم المصري: ممارسات "الفلول" تهدف لعرقلة جهود النهوض  جهود مكثفة لإعمار المساجد في إدلب..  "هيومانيتي آند إنكلوجن": تطهير غزة من الذخائر غير المتفجرة يستغرق 30 عاماً