التربية قبل التعليم..!

 

 

 

مع بداية العام الدراسي تبدو الضرورة ملحة للتذكير ببعض القضايا الأساسية ذات الصلة بتنشئة الأجيال علميا وثقافيا واجتماعيا وتربويا ولاسيما بعد الظروف الصعبة التي نتجت عن الحرب العدوانية الظالمة على سورية وتداعيات هذه الحرب على الجميع وخاصة الأطفال والشباب. نقول ذلك على قاعدة المهام والمسؤوليات التي يمكن أن تعول على المؤسسات التربوية ونتوقف هنا عند التربية الإعلامية وأهميتها في مواجهة الحرب الإعلامية التي تستهدف الفكر والعقل والثقافة الوطنية، ولعل ما يدفعنا للتذكير بذلك قناعتنا بأن دور ووظيفة المدارس والمؤسسات التربوية لا تقتصر على التعليم فقط.
وعندما نتحدث عن أهمية التربية الإعلامية فإن المسؤولية هنا مشتركة مع المؤسسة الإعلامية التي لا يقل دورها أهمية عن دور المؤسسة التربوية في التنشئة الاجتماعية للفرد والوقت الذي يقضيه الطفل أو الشاب في تعامله مع وسائل الإعلام لا يقل عن الوقت الذي يقضيه في المدرسة، وإذا كانت وسائل الإعلام تؤدي وظيفة ثقافية وتربوية حتى بالنسبة إلى من يجهل الكتابة والقراءة ولمن لم يتعلم في المدرسة فإن المدرسة ووسائل الإعلام يخدمان الأغراض التربوية نفسها فكيف يمكن أن تتوافر آليات مناسبة للعمل تسهم في نشر مفهوم التربية الإعلامية وكيفية التعامل مع وسائل الإعلام؟
إن الاهتمام المطلوب اليوم بالتربية الإعلامية يستمد أهميته وضروراته الملحة من أهمية العمل من قبل كل الجهات ذات الصلة بإعادة تشكيل الوعي الوطني في ضوء الأزمة الراهنة ومواجهة محاولات تهديم وإلغاء الهوية الوطنية ودور وسائل الإعلام في عملية التنشئة الاجتماعية ولاسيما أن الحرب الإعلامية اليوم من أشد الحروب خطورة لأنها تفتك بالثوابت القومية للأمة، وتحاول صناعتها من جديد وفق منظومة معادية لهذه الثوابت والأمر يكتسب خصوصية وأهمية استثنائية في ظل التضليل الإعلامي الذي نشهده كأحد أشكال التآمر على سورية.
من هنا تبرز أهمية الدور الملقى على عاتق كل الجهات الفاعلة على المستوى الاجتماعي وتكوين الفكر وتنمية الانتماء الوطني والتأكيد أن كل المؤسسات شريكة في بناء هوية وطنية سورية يكون فيها الانتماء للوطن أكبر من أي انتماء آخر بدءاً من دور المؤسسات التربوية وكوادرها من مختلف المستويات والاختصاصات مروراً بتكامل أدوار الأحزاب والمنظمات والمؤسسات الثقافية والإعلامية والدينية في ترسيخ مفاهيم المواطنة.
وأيضا مسؤولية مؤسسات المجتمع في بناء الوعي وبخاصة الأطفال والشباب لصقل مهارات التلقي والتعامل الناجح مع وسائل الإعلام وتكوين رؤية تربوية ناضجة للتمييز بين السلبي والإيجابي والمفيد والضار وصولاً إلى ما يجب أن نفعله لتأسيس شخصية وطنية سورية ترمم آثار الأزمة على الوعي الوطني وسبل تشكيل منظومة أخلاقية فكرية جامعة ترقى بالانتماء للوطن وتعزز الهوية الوطنية. ولعل خلاصة القول: أن يتحمل الجميع المسؤولية وأن تبادر المؤسسات التربوية والثقافية والدينية بوضع برامج عمل وتنفيذها وتحديد آليات التنفيذ ومتابعة رجع الصدى لما تقوم به في هذا المجال انطلاقا من أهمية الجانب التربوي في مدارسنا الذي يكتسب أهمية كبيرة وربما الأولوية قبل الجانب التعليمي .

يونس خلف
التاريخ: الثلاثاء 17-9-2019
الرقم: 17076

آخر الأخبار
تحية لأبطال خطوط النار.. رجال الإطفاء يصنعون المعجزات في مواجهة حرائق اللاذقية غابات الساحل تحترق... نار تلتهم الشجر والحجر والدفاع المدني يبذل جهوداً كبيرة "نَفَس" تنطلق من تحت الرماد.. استجابة عاجلة لحرائق الساحل السوري أردوغان: وحدة سوريا أولوية لتركيا.. ورفع العقوبات يفتح أبواب التنمية والتعاون مفتي لبنان في دمشق.. انفتاح يؤسس لعلاقة جديدة بين بيروت ودمشق بريطانيا تُطلق مرحلة جديدة في العلاقات مع دمشق وتعلن عن دعم إنساني إضافي معلمو إدلب يحتجون و" التربية"  تطمئن وتؤكد استمرار صرف رواتبهم بالدولار دخل ونفقات الأسرة بمسح وطني شامل  حركة نشطة يشهدها مركز حدود نصيب زراعة الموز في طرطوس بين التحديات ومنافسة المستورد... فهل تستمر؟ النحاس لـ"الثورة": الهوية البصرية تعكس تطلعات السوريين برسم وطن الحرية  الجفاف والاحتلال الإسرائيلي يهددان الزراعة في جنوب سوريا أطفال مشردون ومدمنون وحوامل.. ظواهر صادمة في الشارع تهدّد أطفال سوريا صيانة عدد من آبار المياه بالقنيطرة  تركيا تشارك في إخماد حرائق ريف اللاذقية بطائرات وآليات   حفريات خطرة في مداخل سوق هال طفس  عون ينفي عبور مجموعات مسلّحة من سوريا ويؤكد التنسيق مع دمشق  طلاب التاسع يخوضون امتحان اللغة الفرنسية دون تعقيد أو غموض  إدلب على خارطة السياحة مجدداً.. تاريخ عريق وطبيعة تأسر الأنظار سلل غذائية للأسر العائدة والأكثر حاجة في حلب