ثورة أون لاين – أحمد عرابي بعاج:
بيانات مصرف لبنان المركزي كشفت مؤخراً عن زيادة نسبة الودائع في المصارف اللبنانية بنسبة 8% نتيجة إيداع السوريون أموالهم في تلك المصارف, وهي نقطة مهمة ملفتة للنظر تبين حقيقة ما يجري من توجه الأموال السورية إلى خارج الحدود نتيجة الأوضاع الأمنية و الاقتصادية الضاغطة.
و تشير معلومات أخرى من مصادر متعددة أن حجم استثمار السوريون يزداد في كل من مصر و الأردن على حساب توقف عمليات الاستثمار في سورية, و هذا يمكن أن يشكل عامل ضغط إضافي على اقتصادنا نتيجة خروج رؤوس الأموال.
و الأهم خروج الاستثمارات التي شغل عليها سنوات طويلة لكي تلبّي حاجة البلاد من مصادر الدخل المتعددة و تشغيل أيدي عاملة كثيرة أصبحت الآن خارج سوق العمل و هو ما يزيد الطين بلّة.
يحدونا أمل كبير أن تقوم الجهات الرسمية المعنية في مجال التشغيل و الاستثمار أن توضح للمواطن السوري المستثمر قبل غيره أن هناك مجالات أخرى و أماكن بديلة للاستثمار يمكن أن تحقق لهم استثماراً مربحاً محمياً من قبل الدولة تلبّي حاجة الأسواق من المواد اللازمة للإنتاج و الصناعة و التغذيّة و كل ما يمكن أن يحقق توازناً بين الحاجة والطلب, و ذلك للحد من خروج رؤوس الأموال و تطمين تجارنا و صناعيينا الذين بدأوا يستثمرون في غير بلدهم أن البلد الذي ينتمون إلى أرضه أولى و أكثر حاجة لجهودهم و تكاتفهم في ظل ما تعيشه سورية من أزمة, و يكفينا ما يقوم به أعداء سورية من تعدٍ على اقتصاد الوطن و أن إعادة الإعمار لا بد قادمة بعد أن تضع الأزمة أوزارها قريباً بعون الله و همّة جيشنا البطل و صمود شعبنا العظيم.