الصلف الأميركي التركي

الصلف الأميركي بأقبح وجوهه، هو ما يمارسه الأميركي مع التركي بدعم الإرهاب والانفصاليين والميليشيات والمرتزقة، وأكثرها وضوحاً في شمالها وشمال شرقها، أي في إدلب والجزيرة السورية بشكل خاص، وذلك بعد أن حرر الجيش العربي السوري مناطق ومدن عدة وأمّنها، وهو ما ظهر مجدداً بعدوانية التصريحات وضخ سمومها من قبل الأميركي المتصهين ليندسي غراهام، وحديثه عن أهمية التعاون مع أنقرة أردوغان لمحاولة منع جيشنا من الحسم العسكري وتحرير الأرض السورية من الإرهاب، مُوهماً نفسه أنه حقاً يحارب الإرهاب بداعشه بينما بلاده تمرر لإرهابيي قسد أطناناً متلاحقة من السلاح.
التواطؤ بين الطرفين، أي بين رأس الناتو الأطلسي وذنبه التركي، هو ما تكشفه عدوانية هذا الجمهوري المهزوز فكرياً كرئيسه ترامب صاحب العدوان الثلاثي على سورية قبل ما يقرب من سنة ونصف وأبو الانسحابات الوهمية، وبلاده التي أصبح عنوانها ولايات فقط للحروب والنهب والسرقة والاحتلال والسلب وتقطيع الأوصال والإرهاب والترهيب والتعذيب ودق الأسافين بين أبناء الشعب الواحد وبين شعوب المنطقة، حيث أسلوب التفرقة الذي يستخدمه لمسايرة أطماعه يسيل لعابه لمد أرجله الإرهابية في كل مكان، عبر الاستمرار بالتصعيد، وقلب الحقائق بمزيد من التضليل والتزوير والنفاق وعلى الحدين.
الأداة أردوغان هي كلمة سر واشنطن على الحدود السورية والعراقية أيضاً مضافاً لها الإيرانية، حيث المشروع الأميركي لا ينفصل، ومن هنا فإن حالة الاستصراخ عن خلافات يطلقها رأس النظام التركي بينهما حول محاولاته ولهاثه لإيجاد ما يسميها منطقة آمنة، ما هي إلا محاولة تخدير للعموم، وهو ما تؤكده تصريحات غراهام ذاتها، لكن هذا البنج الخلافي التركي لن تمر أنيابه لأنه ليس في دائرة التصديق السورية، لكثرة ما ينخره من نفاق، فأردوغان كالأميركي ناكث للوعود والعهود إلا بدعم الإرهاب فهو السبّاق لدعمه والأمثلة يومية، والشواهد لا تحتاج إلى إثبات ومعسكرات التدريب في تركيا ليست أولها.
هذا الصلف المعلن بالاتكاء على أنقرة أردوغان تحديداً يبعث هنا على قراءة تؤكد حقيقتها أن الأميركي يحاول استنهاض التركي واستثماره فيما تبقى من دقائق أخيرة بفعل الإفلاس المتراكم وقبل فوات الأوان واهتراء ما يسمى حزب العدالة والتنمية، الذي أصبح منخوراً في نقي عظامه، وخاصة أن التحليلات تبرهن أن أميركا وحلفاءها بدؤوا يفقدون السيطرة على الشرق الأوسط بفعل تماسك قوة المقاومة والذي أسس له الجيش العربي السوري بإنجازات النصر، فهل عرفتم لما كل هذا الجنون!
فاتن حسن عادله

التاريخ: الثلاثاء 24-9-2019
رقم العدد : 17082

 

آخر الأخبار
ماذا لو عاد معتذراً ..؟  هيكلة نظامه المالي  مدير البريد ل " الثورة ": آلية مالية لضبط الصناديق    خط ساخن للحالات الصحية أثناء الامتحانات  حريق يلتهم معمل إسفنج بحوش بلاس وجهود الإطفاء مستمرة "الأوروبي" يرحب بتشكيل هيئتَي العدالة الانتقالية والمفقودين في سوريا  إعادة هيكلة لا توقف.. كابلات دمشق تواصل استعداداتها زيوت حماة تستأنف عمليات تشغيل الأقسام الإنتاجية للمرة الأولى.. سوريا في "منتدى التربية العالمية EWF 2025" بدائل للتدفئة باستخدام المخلفات النباتية  45 يوماً وريف القرداحة من دون مياه شرب  المنطقة الصناعية بالقنيطرة  بلا مدير منذ شهور   مركز خدمة الموارد البشرية بالخدمة  تصدير 12 باخرة غنم وماعز ولا تأثير محلياً    9 آلاف طن قمح طرطوس المتوقع   مخالفات نقص وزن في أفران ريف طرطوس  المجتمع الأهلي في إزرع يؤهل غرفة تبريد اللقاح إحصاء المنازل المتضررة في درعا مسير توعوي في اليوم العالمي لضغط الدم هل يعود الخط الحديدي "حلب – غازي عنتاب" ؟  النساء المعيلات: بين عبء الضرورة وصمت المجتمع