الملحق الثقافي:
في صباح كل يوم، يستمتع الكثير من الناس بالجلوس خارج المنزل لمشاهدة شروق الشمس. يشعرون بالراحة وهم يرون الشمس تلقي بنورها النقي ومن ثم ترحل وتترك العالم في ظلام. إنهم يعتبرون أن حياة جديدة ستبدأ عندما تبدأ الشمس حياتها الجديدة. لا يشاهدون الشمس فقط، بل يستمتع الكثير من الناس بتخيل هذا الأمر لأنهم يشعرون أن عقولهم تسترخي ولا تفكر إلا في هذا المولود الجديد
الفن هو عواطف تتدفق في نهر الخيال. إذا وقفت للحظة أمام أي عمل فني يحتوي على العديد من الأشكال والخطوط، فستبدأ في تخيل الأشياء من خلال متابعة تلك الخطوط والأشكال التي تحاول توصيلها للحصول على شكل محدد يتم إنجازه من خيالك. ماذا لو كانت الصورة شروق الشمس؟ سوف تبدأ في التفكير في كل الأشياء الحزينة أو السعادة التي حدثت لك. لا أحد في هذه الأيام يعرف أهمية الفن حقاً. الفن في كل مكان في العالم بأسره. إنه إبداع وخيال. الفن هو أكثر الأشياء التي تستخدمها وتراه دائماً دون الانتباه إلى ذلك. إذا كنت تريد أن تعرف ماذا يعني الفن، فعليك أن تنظر إلى كل شيء يحيط بك، وفي كل شيء تستخدمه في حياتك اليومية، وستلاحظ أن كل شيء تراه يظهر فناً، وخاصة ملابسك، وتسريحة شعرك، إلخ… كلها فنون.
الفن يساعدنا على رؤية كل شيء وكل شخص مختلف عنا تماماً. الفن يفتح لنا مجالاً من الأسئلة والأجوبة على الأشياء التي نراها. هذا متروك لنا. لا يفرض علينا أن نسمع أو نفكر أو حتى نفهم؛ على العكس من ذلك، فإنه يأخذنا إلى عالم ضائع منذ زمن بعيد، وإلى عالم خيالي، وإلى حقل من الأفكار. يمكن أن يكون الفن بأشكال مختلفة مثل الصوت والأغاني والقصائد. بصرياً مثل صناعة الأفلام والتصوير الفوتوغرافي والرسم، فإنها تختلف تبعاً للفنان والأناقة والمواد المستخدمة.
الفنون الصوتية هي أكثر أنواع الفن استخداماً. يمكن أن تكون في شكل موسيقى أو أغنية أو شعر. إنها تساعد في الاسترخاء العقل واحد. يُعتقد أن الموسيقى تربط جميع العناصر العاطفية والمادية للكون. يمكن أيضاً استخدام الموسيقى لتغيير مزاج الشخص، وقد وجد أنها تسبب ردود فعل بدنية لدى العديد من الأشخاص في وقت واحد. تتمتع الموسيقى أيضاً بالقدرة على تقوية أو إضعاف العواطف من حدث معين مثل الجنازة.
علاوة على ذلك، فإن الأغنية، وهي نوع آخر من فن الصوت، لها تأثيرات فيزيولوجية أيضاً. حاول مرة واحدة أن تعرف ما الذي يستمع إليه الأشخاص الناجحون والمتحمسون، وستندهش لأنهم يميلون إلى نوع خاص من الأغاني والموسيقى! لن تجد أبداً أي شخص لديه دوافع ذاتية ولا يستمع إلى الأغاني المحفزة. على الرغم من أن الأشخاص الرومانسيين يستمعون إلى نوع خاص من الأغاني والموسيقى، إلا أنهم يستمعون إلى الأغاني الكلاسيكية والرومانسية. الشعر هو أيضاً نوع ثالث من فن الصوت. تعبر قصيدة المؤلف عن شعوره في كتاباته. إنها تشبه كتابة الأغاني، ويمكن غناؤها أيضاً. يعتمد كل من الشعر والأغاني على الموسيقى، فهي تحتاج إلى فنان له صوت ناعم وعقل الكاتب وقلمه أيضاً. لكن الموسيقى لا تحتاج إلى أي منهما. تحتاج الموسيقى إلى آلات موسيقية مختلفة مثل البيانو والغيتار وغيرها.
الفنون البصرية هي الفن الشعبي. إنها تختلف عن فن الصوت. يضع الفنانون الصور والأشكال والألوان والأفكار، بحيث يمكن التواصل مع المشاهد. عندما تقرأ العمل، فسوف يخدم فهمك بعدة طرق نابضة بالحياة. سوف تبدأ في الشعور، في بعض الحالات نوع من الإحساس الشرير. سوف يأخذك الفنان في رحلة حول عمله. سيخبرك بما يجب عرضه وبأي ترتيب. سيحاول استفزاز مجموعة متنوعة من الردود، حتى السلبية. هذا صحيح في كل الفنون. في الفنون البصرية والرسم والتصوير وصناعة الأفلام، لا يوجد بديل عن المظهر.
ستلعب النظريات المختلفة دوراً متزايد الأهمية. ما هي هذه النظريات؟ الأحمر للخطر، الأسود للموت والاعتلال، في العالم الغربي على الأقل، هما الأكثر وضوحاً. غطاء الرأس في اللوحة الدينية هو دائماً أزرق. تم إنتاج هذا في الأصل من حجر شبه ثمين يسمى اللازورد قبل ظهور الطلاء الكيميائي. يجب أن تكون الجوانب العاطفية لهذا واضحة. يبدو أن الألوان الدافئة والبرتقالي الأحمر والأصفر تأتي في اتجاه المشاهد وتدعوه برحابة صدر في بعض الأحيان. هل سبق لك أن فكرت لماذا يسمى نوع معين من الموسيقى البلوز؟ أو لماذا تعتقد أن الألوان نفسها تغني؟ لماذا تسمى مجموعات ألوان معينة مجانية.
تختلف اللوحة والتصوير وصناعة الأفلام في الأداة المستخدمة وفي طريقة عرض كل منها. اللوحة هي للحرفيين الذين يرسمون باستخدام الألوان والفرش والفكر الواسع. يعتمد رسم الحرفيين على المزاج وعلى نوع الألوان التي يحبها الفنان أكثر. في حين أن التصوير الفوتوغرافي هو التقاط صور مذهلة باستخدام أداة خاصة كالكاميرا أو الفيديو أيضاً. صناعة الأفلام لا تتطلب الألوان ولا الكاميرا. إنها بحاجة إلى قصة حتى تكتمل. كما أنها يتحتاج إلى الكاتب والممثل.
وبالتالي الفن عالمي، وفي كل مكان. الفن ليس فقط للشخص الذي يمارس الفن ويحب ذلك. إنه للجميع. الفن هو أكثر أهمية من ذلك. من دون الفن لا يمكن للمرء رؤية أي شيء جميل، لأن الفن يضيف جاذبية وجمالاً إلى أي شيء يمكن للمرء أن ينظر إليه، حتى لو كان ينظر إلى نفسه. يعكس الفن أيضاً مزاج الفنان ومشاعره، فإذا كان سعيداً، سيفعل شيئاً مدهشاً أو مضحكاً، وإذا كان منزعجاً، فسيقوم بأشياء من شأنها أن تقيدك إلى عالم آخر من التفكير. قال أحدهم «الفن هو السبيل الوحيد للهرب دون مغادرة المنزل». هذا الاقتباس هو خاص، والحقيقة لأنه عندما تشعر بالضيق ما هو أول شيء تلجأ إليه؟ من المؤكد أنك تستمع إلى الموسيقى والعزف على البيانو والرقص والرسم… إلخ، لأنك لن تغادر المنزل في مزاج سيئ. كل ما ستفعله هو فرع من فروع الفن، لأن الفن هو أفضل طريقة للشعور بأنك مرتاح لأنه يساعدك على التفكير بعمق في مشاكلك. قد يساعدك الفن أيضاً على نسيان كل شيء يصيبك بالاكتئاب، لأن عقلك سيكون كطائر محلق، من شجرة إلى شجرة، ويبحث عن مكان يشعر فيه بالأمان من أخطار الحياة. الفن مهم جداً لأنه يترجم مشاعر المرء ويشاركه عواطفه دون إزعاجه، بل على العكس من ذلك، فهو يساعده على الشعور بالراحة وينسى كل شيء محبطاً له.
التاريخ: الثلاثاء24-9-2019
رقم العدد : 966