لم يكن المسرح السوري يوماً بعيداً عن المجتمع والناس, بل كان ملتزماً بكافة القضايا الاجتماعية والإنسانية والأخلاقية… والدليل أن المسرح في الحرب على سورية أصبح أكثر حيوية ونشاطاً, إيماناً منه ومن القائمين عليه, أنه لابد بأن يقوم بدوره التوعوي والتثقيفي, كباقي الفنون الأخرى.
خلال سني الحرب قدمت مديرية المسارح والموسيقا العشرات من المسرحيات والمهرجانات والمبادرات وحصدت العديد من الجوائز, فقد كانت صرخة المسرح في وجه الحرب قوية وواضحة من خلال تلك العروض التي أثبتت نفسها, والتي كان لها حضور أخاذ… الأمر الذي يجعلنا أمام تحديات جديدة من المفترض أن تجعلنا أكثر صلابة للسير في الطريق الصحيح…
ومنذ فترة انطلق مهرجان حماة المسرحي بالتعاون مع مديرية ثقافة حماة… وقبلها انطلقت عدة مهرجانات في عدة محافظات الهدف منها تعميق الحالة المسرحية وعرض العديد من العروض… واليوم تستعد المديرية لتقديم عروضها في مدينة حلب ضمن المهرجان الذي ستقيمه وزارة الثقافة قريباً..
لاندعي أننا بأفضل حال, بل نطمح إلى المزيد من الدعم للمسرح لكي يكمل مابدأه, صحيح أننا نعاني من أزمة نصوص, وندرك أن النصوص العالمية المترجمة كانت أكثر عمقاً، وتقبلاً وليونة في طرح قضايا متعددة, لكن من واجبنا أن نسلط الضوء إلى النصف الآخر من الكأس وهو أن قضية النص المسرحي السوري شغلت المسرحيين السوريين على مدى سنوات طويلة من حيث الدراسة والبحث والتقييم ورصد ردود أفعال جمهور المسرح على هذا النص.. بالإضافة إلى ما تقوم به المديرية من دعم للشباب الطامح وجذبهم إلى المسرح وفتح الأبواب لهم.
اليوم قد تَظلم التوصيفات المتداولة ماهو قائم, لكن مانستطيع أن نؤكده أن الابداع المسرحي لدينا بخير.
عمار النعمة
ammaralnameh@hotmail.com
التاريخ: الأربعاء 9- 10-2019
رقم العدد : 17094