المتاجرة بالإنسانية!

اللص لا يؤمن جانبه، والمعتدي لا يمكن الوثوق به مهما ادّعى رغبته بالسلام وراوغ بالإنسانية، وماطل بالاتفاقيات، هذا ما يمارسه رئيس النظام التركي رجب أردوغان الذي يحط رحاله اليوم في سوتشي الروسية، وهو ما يقوله التاريخ عن العثمانيين البائدين.
ماذا سيقول أردوغان وبماذا سيراوغ ويتحجج ويلقي ويقدم من ادعاءات واهية وزائفة حول عدوانه وما نتج عنه؟ بينما يترك عقله في أنقرة منشغلاً بإصدار أوامر لا عقلانية عدوانية جديدة على الأراضي السورية، وفي احتلال بلدات ومدن جديدة كرأس العين التي أصبحت مرتعاً لمرتزقته للسرقة والنهب أيضاً واللصوصية والتخريب والتدمير بعد احتلالها، يضاف له حديثه عن الحرب، فعن أي أمن وأمان وآمنة وسلام يتفوه به، وهو من سبقهم بسنوات بسرقة المعامل والمصانع وحقول النفط وتفكيك الاقتصاد في أماكن تواجد العملاء ونقلها إلى تركيا!.
من يصدق أن أردوغان يعنيه السلام بعد كل هذا الحجم من الإرهاب الذي يمارسه والمستمر به والمستثمر له؟ لا أحد بالتأكيد، هو ما يقوله المنطق والواقع والميدان، وهو ما يظهر بتهديد جديد من وزير خارجيته بتذكير «قسد» فيما تبقى من الساعات الـ120» للخروج من تلك التي توهم أنها «آمنة»، وإلا فإن العدوان سيستمر، رغم أنه لم يتوقف، لكن المفارقة أن انتهاءها يتزامن مع وجود أردوغان في سوتشي ومع أوراقه هناك، وهو ما يكشف أنه مخطط له وبدقة، وأن لعدوانه أهداف أبعد من تصريحاته الإعلامية الاستهلاكية.
المسار العسكري العدواني المتسارع لا يمكن أن تنفك تطوراته عن وجهها السياسي الآخر وهو محاولة تخريب ملف حل أزمة الحرب وما حققته أستنة، وأيضاً محاولة خلط الأوراق عبر رفع تركيا الضامنة منسوب التوتر بإخلالها بوعودها وتجاوز حدودها، لكن أردوغان أدار أذنا الطرش للمخاوف المعلنة من قبل الضامنين موسكو وطهران وما توصلوا إليه ماضياً بأجندته.
أردوغان فقد البوصلة وانحرف كثيراً عن المسار، واتفاقياته مع الأميركي تلقي بظلالها على المشهد السياسي والعسكري ككل، وأضحى حاملاً وحامياً للإرهاب وسلمه العريض، لكن الوقت المتبقي له يعد دقائقه الأخيرة، وعليه أن يقنع الروسي بتنفيذ ما اتفق عليه فقط، وليس بما تم تجاوز خطوطه.
لا مكان للنظام التركي على الأراضي السورية ومحاولات قلبه للمعادلات والتفاهمات وتغيير الديمغرافيا والخرائط، هي رسائل الجيش العربي السوري المتأهب لصد عدوان أردوغان وتماديه بتجاوز الخطوط الحمر.

فاتن حسن عادلة
التاريخ: الثلاثاء 22-10-2019
الرقم: 17104

آخر الأخبار
دول عربية وأجنبية تدين التفجير الإرهابي بدمشق: هدفه زرع الفتنة وزعزعة الاستقرار الرسوم العجمية بأياد سورية ماهرة  سوريا: الهجوم الإرهابي بحق كنيسة مار الياس محاولة يائسة لضرب التعايش الوطني محامو درعا يستنكرون العملية الإجرامية بحق كنسية مار إلياس بريد حلب يطلق خدمة "شام كاش" لتخفيف العبء عن المواطنين حلاق لـ"الثورة": زيادة الرواتب إيجابية على مفاصل الاقتصاد   تفعيل قنوات التواصل والتنسيق مع الدول المستضيفة للاجئين  ضحايا بهجوم إرهابي استهدف كنيسة مار إلياس في الدويلعة تفجير إرهابي يستهدف كنيسة مار إلياس في دمشق ويخلّف أكثر من 20 ضحية "مطرقة منتصف الليل"... حين قررت واشنطن إسقاط سقف النووي الإيراني زيادة الرواتب بنسبة 200 بالمئة.. توقيت استثنائي تحسن القدرة الشرائية وتحد من البطالة   خبير اقتصادي لـ " الثورة":  الانتعاش الاقتصادي يسير في طريقه الصحيح  يعيد الألق لصناعتها.. "حلب تنهض"… مرحلة جديدة من النهوض الصناعي زيادة الرواتب 200%.. خطوة تعزز العدالة الاجتماعية وتحفز الاقتصاد الوطني  تأهيل المكتبة الوقفية في حلب بورشة عمل بإسطنبول الشيباني وفيدان يؤكدان أهمية مواصلة التنسيق الثنائي   غلاء أجور النقل هاجس يؤرق الجميع.. 50 بالمئة من طلاب جامعة حمص أوقفوا تسجيلهم تأثيرات محتملة جراء الأحداث على الاقتصادات والتجارة منع ارتداء اللثام لقوى الأمن الداخلي بحمص    "يا دهب مين يشتريك "؟ الركود يسيطر وتجار صاغة اللاذقية يشكون حالهم