أبجد هوز.. للتريّث..!

 

ليس من قبيل المصادفة والمزاح.. أن يُسمّى أحد معاجم اللغة العربية الرئيسة بـ (لسان العرب)، وقد اكتشفت ـ ونحن في زمن الاكتشافات العربية الخطيرة ـ أن كلمة (تريّث) التي تستخدم كثيراً في المعاملات الرسمية، لها شرح طويل وممل يصل إلى ما يقارب الألفين ومئة كلمة، كما اكتشفت بعد هذا الشرح لماذا يتأخر إنجاز بعض المعاملات المهمة وتتحول (أتوماتيكياً) إلى الرفوف المغبرة أو إلى دهاليز الأرشيف المعتمة، و(لا من شاف ولا من دري)، و(هون حفرنا وهون طمرنا)، و(يا نايم وحّد الدايم)..(ويا غافل إلك الله) إلى آخر الأمثلة العربية العجيبة..
اليوم توكلت على الله وقمت بفتح (لسان العرب) للبحث عن معنى كلمة (تريث) التي (يحبها) الكثير من المسؤولين في بلدنا ويصرّون على كتابتها في أعلى المعاملة (لتزيينها)، في محاولة مني لفهم السبب الحقيقي لاختيارها دون غيرها، فاكتشفت في جملة ما اكتشفت أن (اللسان) المذكور أطول من اللازم بحيث يتعب الماشي وينقطع نفسه إذا سار بمحاذاته، وربما يصاب بالإحباط إذا استخدمه لإلصاق الطوابع على أي معاملة حكومية نتيجة قلة المياه الثقيلة أو الخفيفة عليه..؟!
أهم ما اكتشفته ــ وقد ألجأ إلى جهة حكومية لأحفظ حقوقي في هذا الموضوع ــ هو أن المقصود من كلمة (للتريث) هو إبطاء إنجاز المعاملة والتمهل بها دون تحديد زمن لإنجازها، وبالتالي دفع صاحبها للموت (طقيق)، ويؤكد (اللسان) الثرثار أن من يستخدم هذه الكلمة يريد مواجهة مشكلاته بالتأني وتأملها ملياً، والفعل من (التريث) أي (ريّثه) يعني أعياه وأتعبه..
كل هذه الديباجة وجدتها ضرورية للولوج إلى المعضلة التي تؤرق وتشغل بال شريحة واسعة من الناس في بلدنا وهي تنتظر إنجاز معاملاتها المتوقفة في الدوائر الرسمية، وقد وجدت من الحكمة (التريث) قبل إطلاق أي اتهام، أو تحميل أي مسؤولية.. وكل (تريث) والجميع بخير..!

عبد الحليم سعود
التاريخ: الثلاثاء 22-10-2019
الرقم: 17104

آخر الأخبار
الشركة العامة للطرقات تبحث عن شراكات حقيقية داعمة نقص في الكتب المدرسية بدرعا.. وأعباء مادّيّة جديدة على الأهالي اهتمام إعلامي دولي بانتخابات مجلس الشعب السوري إطلاق المؤتمر العلمي الأول لمبادرة "طب الطوارئ السورية" الليرة تتراجع.. والذهب ينخفض حملة "سراقب تستحق" تواصل نشاطها وترحل آلاف الأمتار من الأنقاض مؤسسة الجيولوجيا ترسم "خريطة" لتعزيز الاستثمار المعدني تعاون رقابي مشترك بين دمشق والرباط تراجع الأسطول الروسي في "المتوسط".. انحسار نفوذ أم تغيير في التكتيكات؟ إطلاق الكتاب التفاعلي.. هل يسهم في بناء نظام تعليمي متطور؟  خبز رديء في بعض أفران حلب "الأنصارية الأثرية" في حلب.. منارة لتعليم الأطفال "صناعة حلب" تعزز جسور التعاون مع الجاليات السورية والعربية لبنان: نعمل على معالجة ملف الموقوفين مع سوريا  شهود الزور.. إرث النظام البائد الذي يقوّض جهود العدالة التـرفـع الإداري.. طوق نجاة أم عبء مؤجل؟ سقف السرايا انهار.. وسلامة العمال معلقة بلوائح على الجدران أبطال في الظل في معهد التربية الخاصة لتأهيل المكفوفين لماذا قررت أميركا تزويد أوكرانيا بعيونها الاستخباراتية لضرب عمق روسيا؟ ختام مشروع وبدء مرحلة جديدة.. تعزيز المدارس الآمنة والشاملة في سوريا