ليس الاحتلالان التركي والأميركي هما كل ما تواجهه سورية اليوم.. كل ما يمس بكرامة شعبها وسيادتها على أرضها وقرارها، هو في مواجهاتنا ومكتوب علينا أن نواجهه.
لا أقول ذلك وأنا على قيادة جيوش أتحدى بها ومتوجه إلى المعركة!! بل أقوله ونحن جميعاً، أي كل السوريين في قلب المعركة.. قابلين للربح أو الخسارة ولسنا قابلين للاستسلام وتفهم الهزيمة وتوليد مسوغتها في عقولنا. وذلك من أخطر ما نواجهه!؟
هذا ليس بياناً إنشائياً لتأسيس حزب.. أو كتابة مقالة صحفية.. رغم أن ذلك ما أنا بصدده اليوم.. لكن الرؤية فيما أقوله ناجمة عن ضرورة مواجهة ما يتفلسف به فلاسفة التخاذل في الإعلام والسياسة.. من السوريين.
تطالعنا اليوم.. تصريحات ومقولات وفلسفات تحاول رش السكر فوق الجرح العميق الذي يحدثه الاحتلال التركي في أعماق روحنا الوطنية.
أصحاب هذه التصريحات يدورون في الحقيقة ككلاب جائعة شاردة.. تبحث عن عظام تخلفها أو ترميها لها موائد المعتدين المحتلين الذين يعدون أنفسهم بالفتح المبين الذي لن يكون ولو بعد مئات السنين.
إن عبارة (نتفهم حق تركيا في حماية حدودها وأمنها الوطني) هي من أكثر التعابير نفاقاً أو تخلفاً.. وأكثر من يمارسها ويرددها اليوم.. هم أولئك الذين يشعرون أنه رغم الصعوبات التي تواجهها الدولة السورية وحكومتها اليوم.. فإنها تتجه إلى طريق الخلاص وإعادة الوطن موحداً عزيزاً.. وهم مستعدون للقبول بأي احتلال.. حتى الصهيوني.. ولا أن يخرجوا من المولد بلا حمّص.. وهم موعودون بالأسوأ.. نحن السوريين الذين تحمَّل.. نحن السوريين الذين تحملنا كل ظروف بلدنا.. وفي مختلف الأوقات والأحداث.. ولم نغادر.. نقول لكل من يتفهم الغزو التركي.. أو يتفاهم معه.. لن نقبل متراً واحداً في عهدة أردوغان أو تركيا.. قبل أن نعهد لهم بالجديد.. فليعيدوا لنا ما سرقوا في لواء إسكندرون وباقي الأراضي السورية..
إن ترك أي شبر من الأراضي السورية خارج السيادة السورية.. أو تفهم ذلك.. أو التفاهم معه.. هو بيان واضح ينص على استمرار الحرب.. واختفاء بوادر السلام..
ليسعى السعاة إلى السلام.. لا إلى تحسين ظروف استمرار الحرب..
أسعد عبود
As.abboud@gmail.com
التاريخ: الأربعاء 23- 10-2019
رقم العدد : 17105