ثورة اون لاين: لو كانت المعادلة معطيات القوة العسكرية لما كانت ملحمة ميسلون ولولا الصفحة الأولى التي سطرها يوسف العظمة ورفاقه ما كان الجلاء في السابع عشر من نيسان عام ستة وأربعين وتسعمائة وألف ،
انه الدرس الأول في ملحمة الحرية والكرامة، فالنصر في جوهره هو الانتصار الى الحق والمبادئ والتضحية والقتال حتى النهاية من اجلهما بعيدا عن النتيجة ربحا او خسارة فالمهم هنا امتلاك إرادة المواجهة والثقة بالنفس والإيمان ان قوة الحق تتفوق بالنهاية على جبروت القوة والظلم والاستكبار .
من كل هذه المعاني والملاحم الوطنية التي سطرها الآباء والأجداد يستمد الشعب السوري وقواته المسلحة الباسلة اليوم عناصر القوة والمواجهة والثبات وهو يواجه أعداء تكالبوا عليه من كل حدب وصوب يريدون سرقة الوطن الذي ضحى السوريون جميعا وعلى مدى التاريخ من اجل حريته وكرامته وسيادته دونما حساب لفاتورة الدم التي دفعوها لتبقى سورية حرة سيدة كريمة مرهوبة الجانب لا يجرؤ أيا كان على المس بأمنها وسيادتها وقرارها الوطني المستقل ،
لقد استطاع الشعب العربي السوري المعتز بتاريخه وحضارته ورسالته الإنسانية ان يقدم النموذج والأمثولة في إنجاز الاستقلال الكامل عسكريا واقتصاديا وسياسيا وهو ما عجزت عنه الكثير من الدول التي استقلت شكلا وبقيت مستعمرة مضمونا ومرتهنة سياسيا واقتصاديا للقوى الاستعمارية ما سلبها معنى الحرية الحقيقية والسيادة الفعلية على أرضها وشعبها ومقدراتها .
من هنا تبدو اهمية ان يدرك الجميع في سورية وخارجها أسباب هذه الحرب التي تشن عليها ودرجة استهداف هذا الشعب العظيم وجيشه الباسل بهدف كسر شوكته ولي ذراعه ومحاولة النيل من كبريائه الوطني لحرفه عن بوصلته التي لا يمكن ان يخطئها لانه الجيش الذي تربى على العقيدة القومية وتحرير فلسطين والدفاع عن حياض الوطن مهما اشتد الخطب وعظمت التضحيات ،
في عيد الجلاء يحق لكل السوريين الشرفاء ان يرفعوا هاماتهم الى عنان السماء لأنهم ما هانوا ولا لانوا مجسدين كل معاني الجلاء ومؤكدين انتسابهم الى تلك الأرومة الأصيلة الطاهرة التي قدمت للبشرية أبجديتها الأولى وتقدم اليوم الأمثولة في الشجاعة والثبات والتحدي والإصرار على الانتصار .
د. خلف المفتاح