ثورة أون لاين :
يعتبر أكثر الناس أن البصر أمر مسلم به، ولا يحتاج منهم أي إجراءات خاصة، والواقع أن هناك الكثير الذي يجب فعله، إن كنا نريد لحاسة بصرنا الصحة والديمومة، وأن نقيها من الأمراض والملمات. وكلنا يعلم أن الوقاية من الآفات التي قد تصيب العين أفضل بكثير من الانتظار حتى تقع مشكلة مرضية، حين يكون الأوان (في كثير من الحالات) قد فات.
ونورد أهم عشر نصائح تهدف للحفاظ على سلامة حاسة النظر والعينين:
1- راع ما تأكل
فقد ثبت أن الأغذية الغنية بمركبات الجزرين carotenoids مثل لوتين lutein الذي يتواجد بكثرة في الخضروات ذات الأوراق الخضراء كالسبانخ والملفوف وثمار التوت الداكنة، يقي من الإصابة من تنكس الشبكية البقعي الذي يحصل في المسنين، والذي يعتبر السبب الأول في إصابتهم بالعمى. كذلك بينت الدراسات أن الحموض الشحمية أوميغا 3، التي تزخر بها معظم أسماك المياه الباردة وتتواجد في الجوز، تخفض من الالتهابات التي تحصل في أوعية الشبكية.
وتفيد العين كذلك كل الفواكه والخضر الغنية بالفيتامينين C (كالحمضيات) والفيتامين E (كالقريدس)، والأطعمة الغنية بالبروتينات، مثل البيض والبقول والمكسرات. ولا ننسى أن فرط تناول الطعام، والحمية الضارة الكثيرة السكاكر والشحوم المشبعة، تؤدي بالنهاية للبدانة وما يصاحبها من أمراض مزمنة مثل السكري، الذي يعد من أكثر مسببات العمى في البالغين.
2- زر طبيب العيون بانتظام
كثيرا ما يهمل الناس فحص عيونهم إذا لم تكن لديهم شكوى بصرية، مع أن الجميع يتفقون على أهمية حاسة البصر وضرورة وقايتها من العطب. وقد بات مؤكدا أن على كل من تخطى سن الأربعين أن يجري فحصا سنويا لعينيه، لكشف الحالات التي لا تسبب أعراضا في بداياتها، مثل تنكس الشبكية البقعي، والزرق (الماء الزرقاء)، والساد (الماء البيضاء)، وكلها آفات قد توصل المصاب إلى درجات متقدمة من ضعف البصر وحتى العمى.
وعلينا، عندما نزور طبيب العيون لأول مرة، إعطاؤه عرضا تفصيليا بكل الأمراض التي خبرناها، فكثير من الناس لا يقدرون العلاقة السببية الحميمة بين أمراض شائعة، مثل ارتفاع الضغط والسكري، وأمراض العين. كما ينصح الأطباء أن يعرض كل طفل بين 6 و12 شهرا لفحص العينين لكشف أي علة قد تؤثر سلبا على دراسته.
3- احم عينيك من أشعة الشمس
فإذا كنت تواظب على دهن جلدك بالزيوت الواقية من الأشعة فوق البنفسجية كلما تعرضت للشمس، فعليك -بالأحرى- أن تفعل ما بوسعك لحماية عينيك من أضرارها.. لذلك ضع النظارات القاتمة التي تكفل لك الحماية من الأشعة فوق البنفسجية A وB بنسبة 100%، والتي ثبت أنها تزيد من احتمالات الإصابة بالساد (كاتاراكت) والتنكس البقعي الشبكي. ولا تنس أن الواجب يدعوك لفعل الشيء ذاته بالنسبة لأطفالك.
4- انقطع عن التدخين
فقد ثبت أن التدخين يزيد من احتمالات الإصابة بالساد وتخرب العصب البصري والتنكس البقعي الشبكي. وإن كنت غير مدخن، فابتعد ما أمكن عن مصادر الدخان (التدخين السلبي).
5- تحكم في أجواء بيتك ومكان عملك
تنفث المكيفات الصنعية -خاصة في الشتاء- هواء جافا، ما يحبذ جلب مرطب للجو قابل للنقل، يقي العينين من التجفاف. كذلك حذار من حيوانات البيت الأليفة، التي قد تطرح وبرها والمخرشات العالقة بها على بسط البيت وأثاثه، ما قد يصيب ملتحمة العين بالالتهاب.
6- احتفظ في البيت بمحلول ملحي
قد يتطاير إلى عينيك محلول مخرش أو صابون يدعو لتهيج واحمرار العينين، وأفضل وسيلة للتخلص من هذا التخريش هو غسل العينين بمحلول ملحي saline أو فيزيولوجي (تبتاعه من الصيدلية) ولمدة حوالي 10 دقائق، فإذا بقيت أعراض التخريش، فيفضل زيارة طبيب العيون.
7- احتفظ بنظارات واقية
لا تقم بأي عمل تستخدم فيه آلات حفر أو خرم في الخشب أو المعدن، ما لم ترتدِ نظارات واقية من الرذاذات التي قد تتطاير أثناء هذه العملية وتصيب إحدى عينيك. وإذا وقع المحظور وأصيبت عينك بشيء من هذا الرذاذ، فالجأ إلى طبيب العيون فورا. كذلك البس رداء يحمي رأسك وعينيك إذا كنت تمارس رياضات تحتمل السقوط أو الصدمة على الجمجمة.
8- أعط عينيك بعض الراحة وأنت تعمل على الكمبيوتر
ذلك لأن النظر الطويل الأمد مع التركيز الذهني (سواء كان ذلك أثناء قراءة متمعنة أو على الكمبيوتر) يجعلنا نرف أعيننا نصف المرات التي نرفها في الحالات العادية، ما يدعو لجفافهما، فالدموع الطبيعية هي الوسيلة التي تلجأ فيها العين لترطيب ذاتها، وبالإمكان الوقاية من تجفاف العينين هذا بأخذ راحة من تركيز النظر لفترة 20 ثانية كل حوالي 20 دقيقة.
9- احم عينيك من الجفاف أيضا عند السفر
فالجو في الطائرة يكون عادة جافا ومخرشا للعينين -خاصة إن كنت تستعمل العدسات اللاصقة-، والطريقة المثلى للوقاية من جفاف العينين أثناء السفر بالجو هي بتنقيط دموع صنعية (متوفرة بالصيدليات) في عينيك قبل ركوب الطائرة.
10- تصرف بحكمة مع عدساتك الطبية أو اللاصقة
تأكد أن عدساتك جيدة (أو بدلها إن لم تعد صالحة) بعد فحص عينيك الدوري لدى طبيب العيون، ونظفها بمنظف خاص بالعدسات الطبية كلما دعت الحاجة لذلك. وبإمكانك أن تزور المختص بالعدسات بين زياراتك للطبيب لتتأكد من صلاح العدسات وعدم لزوم تبديلها.
وإذا كنت تضع عدسات لاصقة، فلا تغمس نفسك في حوض ساخن (خلال إجازة مثلا)، لأن مياه الحوض تكون معالجة عادة بمركبات كيميائية مخرشة للعينين، وتعلم كيف تغسل وتعتني بعدساتك اللاصقة (لا ترمها في جيبك مثلا، أو تدعها في حمام رطب حيث تتكاثر البكتيريا، وفرغ حاويتها من السائل واغسلها ثم جففها قبل أن تعيد العدسات إليها)، وقد يكون من الحكمة تبديل الحاوية كل شهرين أو ثلاثة.