ثورة أون لاين-معد عيسى:
كشف الحراك اللبناني عن إيداعات اللبنانيين في المصارف الخارجية وبمبالغ تقدر بمئات المليارات من الدولارات ، وسبق هذا الأمر تسريبات عن إيداعات السوريين في المصارف اللبنانية والمقدرة بأكثر من 20 مليار دولار أمريكي .
في الأمر مفارقة غريبة ، اللبنانيين يودعون أموالهم في أوربا والعالم وهذا يعني إما أنهم لا يثقون بمصارفهم أو أموالهم غير نظيفة ، الأمر يُمكن إسقاطه على السوريين الذين يودعون أموالهم في لبنان مع فارق أن بعض الشركات التي تقوم بتنفيذ الأعمال في سورية تحتاج إلى مصارف خارجية لتسيير أعمالها في ظل العقوبات المفروضة على القطاع المصرفي السوري وهذا يبرر لهم ، أما الذين يضعون مدخراتهم في المصارف اللبنانية فهذا مشكوك بمصادر أموالهم وبثقتهم بالمصارف السورية .
بكل الأحوال الأموال السورية الموجودة في المصارف اللبنانية في خطر بعد الكشف عن سياسات المصرف المركزي اللبناني التي حملها البعض مسؤولية ما وصل إليه الوضع الاقتصادي في لبنان ، وعلى العكس من السياسة النقدية اللبنانية فقد بات واضحا ان السياسة النقدية في سورية رغم السرية التي تعمل بها هي الضمان للاقتصاد الوطني ، كما ولم يسبق أن ذهب أموال المودعين في المصارف السورية في وقت يتخوف فيه الكثير مما يُمكن ان تذهب إليه بعض المصارف التجارية اللبنانية ، وبما يؤشر على موثوقية المصرف المركزي السوري وصوابية السياسة النقدية وان تخللها بعض الشكوك في فترات سابقة .
القطاع العام المصرفي السوري ضمانة لكل المودعين تكفله الدولة ولن تضيع حقوق المودعين تحت أي ظرف على عكس الإيداعات الخارجية ولا سيما في المصارف التجارية ، وكذلك الأمر الإيداع في المصارف السورية يؤكد سلامة مصدر أموال المودعين وثقتهم بنظافة مدخراتهم ولكن عندما يكون المال من مصدر غير نظيف وناتج عن فساد فمن الطبيعي أن يلجأ صاحبه الى مصارف خارجية ليبعد الشبهة عن نفسه .
رغم الانتقادات لسياسات مصرف سورية المركزي فقد أثبت صوابية سياساته ، وعليه يجب أن يقوم كل مُدخر محب لسورية أمواله نظيفة بسحب ايداعاته في المصارف الخارجية ووضعها في المصارف المحلية فيضمن ماله ويساهم في دعم اقتصاد بلده .
السابق