الواقع البيئي

يصادف اليوم الجمعة الأول من تشرين الثاني يوم البيئة الوطني، حيث يتم الاحتفاء به في مختلف المدن والمناطق بفعاليات ونشاطات يتم من خلالها التنبيه إلى أهمية الحفاظ على البيئة بمختلف مكوناتها، ويعتبر كبار الباحثين في هذا المجال أن المشكلات البيئية تشكل تحدي القرن بموازاة ما يواجهه الإنسان من قضايا تهدد المجتمع البشري، مثل ظاهرةِ الاحتباس الحراري وتداعيات ثقب الأوزون والأمراض والأوبئة عابرة الحدود.
وخلال سنوات الحرب والعدوان على سورية لم يكن البشر فقط هم ضحاياها بل كانت البيئة أحد أبرز الضحايا، إذ طالت آثارها السلبية الماء والهواء والتربة، والغطاء الأخضر وقد أدى العدوان إلى تدمير وتوقف أكثر من مئة مشروع لإنشاء محطّات معالجة المياه، إضافة لتدمير العديد من المنشآت المائية والبنى التحتية الخاصة بشبكات الصرف الصحي، وشبكات مياه الشرب ما نتج عنه عدم قدرة على استيعاب الملوثات المطروحة، أكانت صلبة أم سائلة، وزيادة في تلوث المساحات المائية.
ولعل الكارثة الأسوأ التي أصابت البيئة في سورية انتشار مصافي النفط البدائية عبر تسخين خزانات تُحوّل النفط الخام، من دون أدنى مستلزمات السلامة، فضلًا عن انتشار نواتج الحرق من مواد سامة ما أدى حسب المعلومات المتوافرة إلى انتشار واسع للأمراض الجلدية والتنفسية، كما أن الدخان المرافق لعملية التصفية يحتوي على غاز ثنائي أكسيد الكربون ومادة الرصاص التي تؤثر في تطور الأجنّة وظهور عدد من الأمراض الخطيرة كسرطان الرئة يضاف إلى كل ما ذكر آنفاً الملوثات البيئية الجديدة الناجمة عن الحرب والمتمثلة بظهور منشآت صناعية غير مطابقة للمواصفات العلمية والقانونية أنشأتها المجموعات الإرهابية لتصنيع المتفجرات والعبوات الناسفة والتي تحتوي على أخطر أنواع الأكاسيد كالنتروجين والرصاص وساهمت بتدمير محيط تلك المنشآت بيئياً وأدت لتلوث خطير في بعض الأماكن بمياه الشرب والغطاء النباتي.
الواقع البيئي اليوم في سورية ليس كما نشتهي بل إن مشكلاتها التي اعتدناها مسبقاً تضاعفت عشرات المرات نتيجة المنعكسات السلبية التي طالتها خلال السنوات الماضية وهي بحاجة لجهود مضاعفة لحمايتها من خلال توصيف طبيعة مشكلاتها والتوصل إلى استراتيجيات لحلها بشكل علمي ومنظم بالتعاون مع جميع الجهات للمساعدة في معالجة الضرر الناجم عن مخلفات الحرب الدرجة الأولى ومساعدة الجيل القادم بالحصول على بيئة نظيفة وصحية.

ثورة زينية

 

التاريخ: الجمعة 1 – 11-2019
رقم العدد : 17112

 

آخر الأخبار
ذكرى الكيماوي في الغوطتين.. جرح مفتوح وذاكرة عصيّة على النسيان قلب شجاع من تل أبيض ينال التكريم.. أبو عبدالله يثبت أن الإنسانية أقوى من المستحيل   مدير منطقة حارم يزور كلية الشرطة ويقدر جهودها في تخريج دفعة مكافحة المخدرات   بين الدخان واللهيب..  السوريون يكتبون ملحمة التضامن 6000 هكتار مساحة حرائق ريف حماة     طفولة بلا تعليم.. واقع الأطفال النازحين في سوريا   حلب تبحث عن موقعها في خارطة الصناعات الدوائية  الرئيس الشرع يصدر المرسوم 143 الخاص بالمصادقة على النظام الانتخابي المؤقت لمجلس الشعب مدير المخابز لـ"الثورة": نظام إشراف جديد ينهي عقوداً من الفساد والهدر زيادة غير مسبوقة لرواتب القضاة ومعاونيهم في سوريا  الشيباني يبحث مع نظيره اليوناني في أثينا العلاقات الثنائية وقضايا مشتركة عاملة إغاثة تروي جهودها الإنسانية في سوريا ريف دمشق تستعيد مدارسها.. وتتهيأ للعودة إلى الحياة حماية التنوع الحيوي وتحسين سبل العيش للمجتمعات المحلية في البادية تحسين واقع الثروة الحيوانية في القنيطرة استئناف الصفقات الضخمة يفتح آفاقاً أوسع للمستثمرين في سوريا    اتوتستراد درعا- دمشق.. مصائد الموت تحصد الأرواح  تفريغ باخرة محملة بـ 2113 سيارة في مرفأ طرطوس وصول باخرة محملة بـ 7700 طن من القمح إلى مرفأ طرطوس تحميل باخرة جديدة بمادة الفوسفات في مرفأ طرطوس اليوم شوارع حلب بين خطة التطوير ومعاناة الأهالي اليومية