من نتائج الحملة الوطنية لسرطان الثدي في سورية.. أكثر من 17 ألف صورة شعاعية .. منها ألف صورة غير طبيعية
يعتبر مرض السرطان السبب الثاني للوفاة حول العالم بعد أمراض القلب والأوعية، وهناك توقعات بأنه سيتحول للقاتل الأول عام 2030 ، ويعد سرطان الثدي من أشيع السرطانات بين النساء بنسبة تفوق 32% وعليه فقد تبنت وزارة الصحة استراتيجية وطنية لمكافحة المرض كان أهمها حملات الكشف المبكر عن سرطان الثدي التي تتزامن كل عام مع الشهر الوردي العالمي ،والتي انتهت فعاليتها منذ يومين وحققت نجاحا في الوصول إلى 350 ألف سيدة بالتدريب والتوعية على الفحص الذاتي في المراكز الصحية والمشافي وذلك وفقا لإحصائية الأسابيع الثلاثة الأولى من الحملة والتي جاءت هذا العام تحت عنوان فيكِ تنتصري على السرطان.
توحيد الجهود
بهذا الخصوص بين الدكتور أحمد خليفاوي معاون وزير الصحة لصحيفة الثورة: أن سورية من الدول التي اعتادت على المشاركة بفعاليات شهر التوعية العالمي بسرطان الثدي الذي يصادف بداية تشرين الأول عبر حملة وطنية تتضمن خدمات مجانية كاملة من فحوصاًت طبية وشعاعية وبرامج تدريب وتوعية، إلا أنه في السنوات الثلاث الأخيرة توحدت الجهود بين كافة الجهات المقدمة لهذه الخدمات لتشكل جبهة واحدة للتصدي لهذا المرض الخبيث وذلك ضمن خطة وطنية لمكافحة السرطان، مما يعكس الاهتمام الكبير بصحة المرأة والمجتمع.
وبحسب مدير الرعاية الصحية الأولية في وزارة الصحة الدكتور فادي قسيس هناك 42619 سيدة تم فحصهن وتدربن على الفحص الذاتي للثدي وفقا لإحصائية الأسابيع الثلاثة الأولى للحملة، تحول منهن 17.336 للتصوير وتم تصوير 10.153 سيدة، وكان منهن 1140 صورة غير الطبيعية، وهن يتابعن حاليا لاستكمال علاجهن، بعد أن تمكن القائمون على الحملة من الوصول إلى 350 ألف سيدة في مجال الفحوصات الطبية وجلسات التوعية، مبينا أن العمل ضمن البرنامج الوطني لمكافحة السرطان لا يتوقف على شهر الحملة فهناك عمل يومي وعلى مدار السنة في جميع المراكز الصحية والمشافي، إلا أنه خلال الحملة تكثفت الجهود التوعوية لاستقطاب عدد أكبر من السيدات مبيناً ضرورة زيادة عدد أجهزة الماموغرام لتلبية الطلب المتزايد على الخدمة.
850 مركزا صحيا
إن أهم ما يميز شهر الحملة عن العمل طوال فترة السنة هو التوجه إلى أماكن التجمعات، في المعامل والمدارس وتقديم المعلومات حول أمراض سرطان الثدي، ومشاركة المجتمع المحلي بشكل منسق وجماعي فقد بينت الدكتورة ريم دهمان رئيسة دائرة الصحة الإنجابية بمديرية الرعاية خلال احتفالية ختام الحملة التي أقامتها وزارة الصحة بالتعاون مع صندوق السكان: أن مواعيد التصوير تستمر إلى ما بعد الحملة نتيجة الضغط الكبير على أجهزة التصوير، وأن النتائج النهائية للحملة تحتاج لعدد من الأيام المقبلة لكي تصدر بالكامل، وبخاصة أن هناك أكثر من 850 مركزا صحيا شارك في العمل وفي تقديم الخدمات والبيانات، مشيرة إلى أن هذه المراكز اعتمدت في عملها على القابلات والأطباء المدربين الذي انحصر عملهم على تعليم السيدات كيفية الفحص الذاتي للثدي وتثقيفهن حول عوامل الخطورة وإحالة السيدات التي حالتهم تتطلب من حيث العمر أو عوامل الخطورة إلى إجراء تصوير الثدي الشعاعي في مراكز الوزارة والتي وصل عددها إلى 38 مركزا شعاعيا موزعين في كل المحافظات ومجهزين لاستقبال جميع الإحالات، إضافة إلى وجود سيدات يراجعن هذه المراكز بشكل مباشر.
الأكثر فتكا
ولأن سرطان الثدي من أكثر الأورام الخبيثة فتكا بالنساء، نجد اهتماما عالميا لنجاح حملات التوعية والكشف المبكر فقد بين ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان كارن دادوريان أن سرطان الثدي هو الأكثر شيوعا للوفاة بين النساء في جميع أنحاء العالم وهو السبب الرئيسي للوفاة في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، وهو السبب الثاني للوفاة في البلدان ذات الدخل المرتفع، ففي عام 2018 قدرة النسبة الإجمالية للمصابات بسرطان الثدي ما يزيد عن 2 مليون حالة عالمية، وهذه الإحصائيات تزداد كل عام. مبينا: أن سورية نموذج يحتذى به في مجال متابعة صحة المرأة ولا سيما سرطان الثدي
قبل حدوثه بخمس سنوات
غالبية الناس يخافون من التصوير والتعرض لأشعة الماموغرام ، والكثير من الناس يخفون القصة المرضية عن المصاب وأمور أخرى قد تكون سببا في تفاقم المشكلة لدى السيدات وعليه فقد تحدث الدكتور خالد موسى عن أهمية الطرق الحديثة في الكشف المبكر عن سرطان الثدي عن طريق الجينات، مؤكدا أن 96% من النساء اللواتي يكتشف السرطان لديهن في حالات مبكرة قابلات للشفاء، إلا أن الأمر يحتاج إلى التوعية العائلية والمتابعة وبخاصة بعد سن الأربعين أو إذا كان هناك قصة عائلية فهي تشكل أحد عوامل احتمالات المرض، مشيرا إلى أن هناك 90% من الناس يخافون التصوير الشعاعي، مع أن تأثيره لا يذكر.
ولفت موسى إلى وجود أجهزة جديدة من الماموغرام تحمل برامج متطورة تتصل مع الجهاز وتقدم قراءة دقيقة حول حالة المريضة دون الاقتراب من الأشعة وهي تكشف عن حدوث التغيرات النسيجية في الثدي قبل حدوث السرطان بخمس سنوات وهذا يعني الوصول إلى نسبة نجاح كبيرة في موضوع الكشف المبكر، بينا أن الكشف الذاتي للثدي قادر على كشف 25% من الحالات بينما الفحص الدوري عند الطبيب يمكن أن يكشف 40% من الحالات والماموغرام يكشف ما نسبته 90% من الحالات وبالتالي لابد من التركيز على السيدة عند ملاحظة أي تغيير لديها
الهرم الغذائي الصحي
الدكتورة ليلاس طعمة من المركز الاستشاري للتغذية تحدثت عن دور التغذية في عملية الوقاية من الإصابة بالسرطان بشكل عام وفي العلاج، ودور الغذاء الصحي ما بعد مرحلة الإصابة مشيرة إلى وجود سببين للعوامل المسببة للسرطانات منها المورثات وهذا يصعب التدخل بها ومنها عوامل الخطورة الشخصية المتعلقة بالتدخين والبدانة والكحول وقلة الحركة والتوتر الشديد والتأثر بضغط الحياة.
وقالت: هناك 35% من السرطانات يمكن الوقاية منها بالامتناع عن التدخين والسلوكيات الغذائية الخاطئة، وباتباع نمط حياة صحي منذ الصغر والالتزام بحمية البحر المتوسط في الوقاية والعلاج بحسب ما أثبتته الدراسات والتي تعتمد على هرم غذائي يبدأ من الاعتماد على تناول الحبوب الكاملة وتناول الخضار والفواكه في مواسمها وتناول اللحوم البيضاء والتقليل قدر الإمكان من اللحوم الحمراء والسكريات.
قريبا في حلب
يذكر أن وزارة الصحة تضع اللمسات الأخيرة لمشفى الأورام في محافظة حلب الذي يعتبر صرحا عظيما، سيقدم خدمات التشخيص والعلاج في كافة الجوانب، وذلك ضمن خطة متكاملة للوصول إلى مشاف مختصة بالأورام في الجهات الجغرافية الأربع للبلد. إضافة إلى وصول ثلاثة أجهزة تصوير ماموغرام جديدة في طريقها لتكون في الخدمة قريبا جدا، اثنان منها لدمشق وواحد لمحافظة حلب، وذلك ضمن مساعي التوسع بالوصول إلى 40 جهازا للكشف بالتصوير الشعاعي بالماموغرام.
ميساء الجردي
التاريخ: الأحد 3-11-2019
الرقم: 17113