ثقافة من أجل الحياة

 

لأن الثقافة نهج حياة وفعل وقدرة على اجتراح الحلول، دائماً يقفز السؤال أمامنا: هل نحن مقصرون ثقافياً؟ ولماذا تعود بنا، الذاكرة إلى سنوات بعيدة عندما كنا نتبادل القصص والمجلات التي كانت المكتبة المدرسية تمدّنا بها لنعيد صياغتها من جديد، وكيف كنا نتبارى لننال المراكز الأولى في المناظرات الثقافية، وفي أحيان كثيرة نجمع القروش القليلة من مصروفنا اليومي لحضور صندوق الفرجة أو شراء بعض القصص والكتب التي كانت زادنا اليومي.
هذا إلى جانب مشاركتنا بالأنشطة المدرسية في المناسبات الاجتماعية والوطنية عبر منظمتي الشبيبة وطلائع البعث.
تلك كانت بيئتنا الثقافية التي أسست في داخلنا معنى المواطنة والانتماء ومعنى أن نكون حصناً منيعاً في وجه ثقافات لا تشبهنا، ولم تكن الكتب المترجمة إلا منبراً إضافياً يلقي علينا المزيد من المعرفة والاطلاع على ثقافات الآخر دون أن تأخذنا إلى دروب من التبعية والاستلاب الثقافي.
واليوم إذ تتوافر السبل جميعها والقنوات المفتوحة على سماءاتها الواسعة نجد الكثير من أبنائنا يهجّرون قنوات الثقافة لتعج بهم المقاهي في هدر للوقت والمال والعقول، أنموذجهم الفنان الأجنبي» س» والرياضي» ع» ولباسهم لا هوية له، وتصبح الشوارع مرتعاً لهم بدل المسارح والمكتبات ودور السينما، وما يزيد الطين بلّة ما تكرسه العديد من البرامج والمسلسلات من بيئات بديلة لا تمت لنا بصلة قرابة.
وحتى الأسرة فقدت حميميتها بعد أن أصبح الهاتف المحمول والفضاء الافتراضي سيد الموقف، فأين نحن من بيئة تحصّن أبناءنا، مع الاعتراف بالجهود الكبيرة التي تبذلها وزارة الثقافة بمديرياتها كافة لاستقطاب الشريحة الأكبر من الشباب واليافعين وحتى الأطفال، ولكن نحتاج مزيداً من الجهود لخلق المواطن المتفاعل بإيجابية مع واقعه، ودعماً لمواهبهم يضعهم على طريق الخلق والإبداع.

فاتن دعبول
التاريخ: الثلاثاء 5 – 11-2019
رقم العدد : 17115

 

آخر الأخبار
أطفال مشردون ومدمنون وحوامل.. ظواهر صادمة في الشارع تهدّد أطفال سوريا صيانة عدد من آبار المياه بالقنيطرة  تركيا تشارك في إخماد حرائق ريف اللاذقية بطائرات وآليات   حفريات خطرة في مداخل سوق هال طفس  عون ينفي عبور مجموعات مسلّحة من سوريا ويؤكد التنسيق مع دمشق  طلاب التاسع يخوضون امتحان اللغة الفرنسية دون تعقيد أو غموض  إدلب على خارطة السياحة مجدداً.. تاريخ عريق وطبيعة تأسر الأنظار سلل غذائية للأسر العائدة والأكثر حاجة في حلب  سوريا تفتح أبوابها للاستثمار.. انطلاقة اقتصادية جديدة بدفع عربي ودولي  قوات الأمن والدفاع المدني بوجٍه نيران الغابات في قسطل معاف  قضية دولية تلاحق المخلوع بشار الأسد.. النيابة الفرنسية تطالب بتثبيت مذكرة توقيفه  بعد حسم خيارها نحو تعزيز دوره ... هل سيشهد الإنتاج المحلي ثورة حقيقية ..؟  صرف الرواتب الصيفية شهرياً وزيادات مالية تشمل المعلمين في حلب  استجابة لما نشرته"الثورة "  كهرباء سلمية تزور الرهجان  نهج استباقي.. اتجاه كلي نحو  الإنتاج وابتعاد كلي عن الاقتراض الخارجي  الهوية البصرية الجديدة لسوريا .. رمز للانطلاق نحو مستقبل جديد؟ تفعيل مستشفى الأورام في حلب بالتعاون مع تركيا المؤتمر الطبي الدولي لـ"سامز" ينطلق في دمشق غصم تطلق حملة نظافة عامة مبادرة أهلية لحفر بئر لمياه الشرب في معرية بدرعا