واشنطن تنسحب رسمياً من معاهدة باريس للمناخ… موسكو: يقوض الاتفاق .. باريس تأسف..وبرلين: خطوة إلى الوراء
من المعروف أن الانسحاب الأميركي من اتفاقية باريس للمناخ يقوض الاتفاق بشكل كامل، لأن الولايات المتحدة هي البلد الأول من حيث كمية الانبعاثات الملوثة في الهواء، ولهذا لقي قرارها انتقادات دولية واسعة، إلا أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ضربت عرض الحائط الاتفاق والانتقادات معاً، غير مهتمة بالعواقب الكارثية التي ستؤثرعلى المناخ في العالم، واستمرت باستكمال الاجراءات الرسمية.
وادعي وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو في بيان أعلن فيه عن هذه الخطوة ونقلته (فرانس برس) ان الاتفاق فرض (أعباء اقتصادية جائرة) على الولايات المتحدة، زاعماً أن واشنطن تستخدم كل موارد الطاقة والتكنولوجيا بشكل نظيف وفاعل بما في ذلك الوقود الاحفوري والطاقة النووية والمتجددة.
وانتقد زعيم الديمقراطيين في لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الاميركي روبرت مينينديز هذا القرار وقال: ان ادارة ترامب استهزأت مرة جديدة بحلفائها وتجاهلت الوقائع وزادت من تسييس أكبر تحد بيئي يواجهه العالم.
وستصبح الولايات المتحدة فور تنفيذ خروجها في الرابع من تشرين الثاني من العام المقبل البلد الوحيد خارج الاتفاقية، وهي من أكثر الدول المتسببة في انبعاث غازات الاحتباس الحراري، كما أنها منتج بارز للنفط والغاز في وقت يحث فيه العلماء وكثير من حكومات العالم على اتخاذ اجراء سريع لتفادي الاثار الاسوأ لظاهرة ارتفاع درجات الحرارة.
من ناحيته أعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، ن بلاده بدأت بالإجراءات الرسمية للانسحاب من اتفاقية باريس حول المناخ، مشيراً إلى أن واشنطن أرسلت بلاغاً رسمياً إلى الأمم المتحدة بهذا الشأن، مشيراً إلى أن الانسحاب يدخل حيز التنفيذ بعد مرور عام واحد على إرسال البلاغ الرسمي للمنظمة العالمية.
وكرر بومبيو ادعاءات الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الذي قال في عام 2017، إن الاتفاقية تفرض عبئاً اقتصادياً بشكل غير منصف على الولايات المتحدة.
وفي اطار ردود الفعل الدولية صرح المتحدث باسم الرئيس الروسي دميتري بيسكوف أنه سيكون من الصعب للغاية التحدث عن فعالية اتفاقية باريس للمناخ إذا انسحبت الولايات المتحدة منها.
وقال بيسكوف للصحفيين: بالطبع إن الانسحاب يقوض الاتفاق بشكل خطير لأن الولايات المتحدة هي البلد الأول من حيث كمية الانبعاثات، وبالطبع من دون مشاركة الدولة ذات أكبر اقتصاد في العالم، فإن الحديث عن اتفاقية المناخ يصبح أمراً صعباً للغاية.
وفي برلين انتقد وزير شؤون التعاون الاقتصادي والتنمية الألماني، غيرد مولر، قرار الانسحاب، ونقل المكتب الإعلامي للوزارة عن مولر قوله: الانسحاب الرسمي من اتفاقية باريس للمناخ من قبل ثاني دولة في العالم من حيث حجم انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون، يمثل خطوة إلى الوراء في الجهود الدولية لحماية المناخ، موضحاً أن الدول الصناعية التي أسهمت بالقسط الأكبر في تغير المناخ، هي التي يتعين عليها تحمل المسؤولية الخاصة والقيام بدور ريادي.
ورحب الوزير الألماني باعتزام عدد من الولايات والمقاطعات والمدن الأميركية على التمسك بأهداف اتفاقية باريس، لكنه أشار إلى بطء تقدم الولايات المتحدة ككل في هذه الطريق، وأضاف: سيعاني من ذلك سكان الدول النامية التي تعيش تأثيرات تغير المناخ منذ وقت طويل.
من ناحيتها أعربت باريس عن أسفها لقرار واشنطن الانسحاب رسمياً من الاتفاقية وإبلاغها الأمم المتحدة بذلك.
وقال متحدث باسم القصر الرئاسي للنظام الفرنسي في بيان: نحن نأسف للقرار وهذا يجعل الشراكة الفرنسية الصينية أكثر من ضرورية حول المناخ والتنوع البيولوجي.
وأضاف البيان فرنسا والصين ستوقعان خلال لقاء على المستوى الرئاسي في بكين وثيقة مشتركة حول المناخ تتضمن إعلاناً بأن (لا عودة عن اتفاقية باريس للمناخ).
وحلت اتفاقية باريس، التي تم توقيعها في 12 كانون الاول 2015، محل بروتوكول كيوتو لعام 1997، وحددت الاتفاقية حصصاً لانبعاث ثاني أكسيد الكربون لعدد من الدول الصناعية فقط، لكن الولايات المتحدة انسحبت منها، ولم تلتزم بها دول أخرى عدة.
وتضم اتفاقية باريس الهادفة إلى كبح جماح الاحتباس الحراري 197 دولة، منها 185 دولة صادقت عليها حتى الآن.
وكالات- الثورة
التاريخ: الأربعاء 6 – 11-2019
رقم العدد : 17116