عندما يقول السيد الرئيس بشار الأسد إنه داعم الإعلام الرسمي لدوره المهم في مكافحة الفساد والكشف عن جذوره، وصولاً إلى قيادة الحوار بهدف الإصلاح، ووضع منهجية حقيقية لحوار ناضج ووطني ومنتج، فهذا نابع من ثقته بقدرة الإعلام على المواجهة وعلى المستويات كافة.
وبتأكيده هذا حمّل الإعلام الرسمي مسؤولية مباشرة للارتقاء بأدائه ليكون أداة حقيقية للمساعدة في عملية البناء الكلي…
فالإعلام أو (السلطة الرابعة) كما يحلو للبعض أن يسميه شهد تطوراً ملحوظاً خلال الفترة الماضية وخاصة في فترة الحرب على سورية، حيث تمكن رغم ضعف الإمكانيات من مواجهة أعتى الإمبراطوريات الإعلامية من خلال كشف الزيف والكذب…
اليوم مسؤولية الإعلام مركبة… فمن ناحية هو مهتم بإظهار الدور الوطني وكشف خيوط المؤامرة.. ومن ناحية أخرى معول عليه أن يكون حاملاً رئيسياً ومباشراً لعملية البناء الداخلي وكشف الفساد، وإصلاح مؤسسات الدولة (المقصرة)، والأهم من كل ذلك دوره في قيادة الحوار بعد الفوضى والتي وصلت إلى السطحية والشخصنة والتشفي في مواقع التواصل الاجتماعي من خلال وضع منهجية حقيقية لحوار وطني ناضج…
القضية الأخرى والمهمة في موضوع الإعلام الرسمي هي الوصول وإقناع المؤسسات العامة والوزارات بأنه (أي الإعلام) شريك حقيقي، وعمله يتكامل مع عملها وصولاً إلى كشف التقصير والفساد ومعالجته بعيداً عن الشخصنة والكلام العام… وهذا لن يتم إلاّ عبر تفاعل المؤسسات والوزارات مع ما ينشر في الإعلام الرسمي وتسهيل تقديم المعلومات الصحيحة للصحفي بكل مصداقية وجرأة بدلاً من الاختباء وراء الأزمة، وتحميلها سبب التقصير والفساد…
صحيح أن الأزمة تركت تداعياتها الخطيرة وخلقت (قلة) من تجار الحروب والأزمات تآمروا مع الفاسدين من المسؤولين لضرب الاقتصاد الوطني سواء عن قصد أم غير قصد إلاّ أن النتيجة نفسها…
فالمرحلة القادمة هي مرحلة (الإعلام الرسمي) من خلال الثقة التي منحها السيد الرئيس له، وأعتقد أن الرسالة وصلت بأبعادها المتعددة، وأن الإعلام سيكون على قدر المسؤولية وعلى قدر الثقة…
شعبان أحمد
التاريخ: الأربعاء 6 – 11-2019
رقم العدد : 17116