هذه هي أميركا تكافئ من يمارس الإرهاب وعمليات القتل من جنودها، بإطلاق حريتهم وتكريمهم، وإقامة السجون لغيرهم، تنشر الإرهاب والفوضى وتدّعي وتزعم محاربته.. هذه استراتيجيتها الإرهابية الدموية للبقاء.
وفي الشعار الذي اتخذه الرئيس الأميركي دونالد ترامب «أميركا أولاً» منذ بدء ولايته، وبما قد يكون التفافاً لرفع سويته الانتخابية من جهة ثانية والضغط على تحقيقات عزله، أصدر ترامب عفواً كاملاً عن ثلاثة جنود أميركيين مدانين بارتكاب جرائم حرب تتعلق بقتل مدنيين في العراق وأفغانستان.
وذكرت صحيفة واشنطن بوست الأميركية أن ترامب تدخل في القضايا الثلاث لهؤلاء الجنود وأصدر عفواً عن اثنين منهم فيما أعاد رتبة الثالث رغم إدانتهم جميعاً بارتكاب جرائم حرب، فيما زعمت أن هذه الخطوة لقيت معارضة مسؤولين رفيعي المستوى بمن فيهم وزير الحرب الأميركي مارك إسبر.
وعفا ترامب في قراره عن اللفتنانت كلينت لورانس الذي حكم عليه بالسجن 19 عاماً لأنه أمر بإطلاق النار على ثلاثة مدنيين أفغان قتل اثنان منهم، فيما لم يقض لورانس سوى ست سنوات من عقوبته، كما شمل عضواً سابقاً في القوة الخاصة الأميركية التي تسمى «القبعات الخضر» والمتهم بجريمة قتل مع سبق الإصرار في أفغانستان عام 2010م، إضافة إلى إلغائه قرار تجريد إدوارد غالاغر الذي كان جندياً في القوات الخاصة لسلاح البحرية الأميركي من رتبته بعد إدانته بطعن شاب حتى الموت والتقاط صورة أمام جثته وإعدام مدنيين آخرين في العراق.
وعلى صعيد التحقيقات بفضيحة أوكرانيا» وصف البيت الأبيض ثاني الجلسات العلنية في تحقيق المساءلة بمجلس النواب الأميركي أول أمس لعزل ترامب بـ «مضيعة للوقت».
وقالت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض ستيفاني غريشام: الجلسة العلنية الثانية التي عُقدت بمجلس النواب مع نانسي بيلوسي وعضو الكونغرس آدم شيف، لا قيمة لها وعديمة الأهمية مثل الجلسة الأولى???.
وتابعت غريشام: في الواقع، السفيرة يوفانوفيتش شهدت تحت القسم بأنها ليست على علم بأي نشاط إجرامي يتعلق بالرئيس ترامب، لم تكن على علم بما جرى في المكالمة الهاتفية يوم 25 تموز(بين ترامب والرئيس الأوكراني)، ولم تكن على علم بوقف المساعدات عن أوكرانيا.. من الصعب تخيل مضيعة للوقت أكثر من جلسة «اليوم»، لكن لسوء الحظ نتوقع من الديمقراطيين في مجلس النواب المزيد من المسرحية السياسية الحزبية الأسبوع القادم.
وكانت ماري يوفانوفيتش، تشرح في اليوم الثاني من الجلسات العلنية التي يبثها التلفزيون في تحقيق المساءلة، كيف كانت تحارب الفساد في أوكرانيا وكيف أعادتها إدارة ترامب إلى واشنطن بشكل مفاجئ في وقت سابق هذا العام. كما هاجم ترامب يوفانوفيتش، بينما كانت تدلي بشهادتها، ونشر تغريدة جاء فيها: في كل مكان ذهبت إليه ماري يوفانوفيتش، انقلبت فيه الأمور.. لقد بدأت في الصومال، وانظروا كيف انتهى الأمر هناك، مضيفاً: الرئيس الأميركي يملك حقاً مطلقاً في تعيين السفراء.. لديه سياسة خارجية قوية وشديدة.. مختلفة كثيراً عن سياسات الإدارات السابقة.
وبالتزامن مع هذا، قام النائب الديمقراطي الذي يقود التحقيق، بقطع مجرى الشهادة لكي يبلغ يوفانوفيتش بأن رئيس الولايات المتحدة قد شن للتو هجوماً ضدها، بينما ردت عليه بالقول: لا أعتقد أنه كانت لدي تلك القدرة، سواء في مقديشو بالصومال، أم في أي مكان آخر..هذا أمر مخيف جداً.
واستدعاء يوفانوفيتش تم على وجه السرعة من كييف إلى واشنطن في أيار الماضي بعد أن تعرضت لحملة تشهير قادها محامي ترامب الشخصي، رودي جولياني.
وتعهدت يوفانوفيتش بعدم الانحياز سياسياً، وأكدت أنها خدمت الولايات المتحدة طوال 33 عاماً، وكان هذا هدفها الوحيد، على حد قولها.
وكالات – الثورة:
التاريخ: الأحد 17-11-2019
الرقم: 17124