الإعــلام ومكافحـــة الفســاد

 الخطر على نجاح عملية مكافحة الفساد ليس في التشريعات والقوانين.. فالبنية القانونية لمحاربة الفساد متوفرة.. والأجهزة الرقابية والوصائية المعنية في الكشف عن مواقع الفساد ومحاسبة الفاسدين موجودة.
إذاً أين يكمن الخطر على نجاح عملية مكافحة الفساد؟؟. يتفق معظم الناس على أن الخطر الأكبر في عملية مكافحة الفساد يكمن في آليات مكافحة الفساد القائمة.
بداية في عدم قدرة وسائل الإعلام الوطني من الحصول على الوثائق التي تحفظ في سرية تامة من قبل بعض الجهات الفاسدة في الإدارة.
كما يتجلى الخطر في تجاهل العديد من الجهات العامة.. تقارير الهيئة المركزية للرقابة والتفتيش.. والجهاز المركزي للرقابة المالية وعدم التقيد بمضمونها.
هنا لا بد من قيام الحكومة بدورها المطلوب في مكافحة الفساد بشكل عملي جاد.. وذلك من خلال قيام كل وزير في وزارته.. بمحاسبة أي مدير يحجب المعلومات عن وسائل الإعلام ولا سيما تلك التي تتعلق بهدر المال العام.. أو مخالفة المواصفات في تنفيذ المشاريع.. الخ.. لأن من يتكتم على تلك المعلومات بقصد أو غير قصد يجب أن يعتبر شريكاً في هدر المال العام.. أو سرقته.
كما ينبغي عليهم التعامل بكل جدية مع تقارير التفتيش واتخاذ إجراءات فورية من خلال القضاء.. والإعلان بشكل مستمر عن حالات الفساد التي يثبت تورط البعض فيها.
وفي ذات الوقت يمكن أن يكون هناك فساد يتجاوز المدير.. وقد يطول وزيراً ما.. وهنا يكمن الخطر على نجاح عملية مكافحة الفساد فكيف يمكن الحصول على الوثائق في مثل تلك الحالات؟؟. أعتقد هنا أنه لا بد من احترام قانون الإعلام.. وعدم إضفاء صفة السرية على المعلومات وفق ما يريد الوزير.. ولا سيما أن القانون حدد نوع المعلومات التي ينبغي الحفاظ عليها وليس المدير أو الوزير.
فالمسؤول الذي ينتهج الشفافية في التعامل مع الإعلام الوطني لن يتستر على الفساد.
والمسؤول الذي يبتعد عن الشفافية يجعل نفسه عرضة للظن في نزاهته.
نجاح عملية مكافحة الفساد عمل تكاملي بين جميع أفراد المجتمع.. والأساس فيه تعاون الحكومة.

نعمان برهوم
التاريخ: الاثنين 18-11-2019
الرقم: 17125

آخر الأخبار
رقابة غائبة وتجار متحكمون.. من يدير الأسواق والأسعار؟ الخريجون الأوائل من الجامعات  للتعيين المباشر في المدارس   تأهيل ثلاث مدارس في ريف دير الزور  التنمية الإدارية تنشر قوائم تضم 40,846 مفصولاً تمهيداً لإعادتهم إلى العمل  تحالف للاقتصاد السوري السعودي.. د. إبراهيم قوشجي لـ"الثورة": لا يخلو من التحديات ويفتح أسواقاً جديد... "أوتشا": خطة إسرائيل لاحتلال غزة تنذر بكارثة إنسانية   الصناعة والتجارة الأردنية: 200إلى 250 شاحنة تدخل سوريا يومياً تعرفة الكهرباء الموجودة..  بين ضغوط "التكاليف والإمكانات"   الاتفاقية السورية- السعودية خطوة استراتيجية لإعادة تنشيط الاقتصاد الوطني  "إدارة الموارد المائية في ظروف الجفاف بمحافظة اللاذقية" تحديث منظومة الضخ من نبع السن وتنفيذ محطات ... مرسوم  بتعيين إبراهيم عبد الملك علبي مندوباً دائماً لسوريا في الأمم المتحدة  نيويورك تايمز: جرائم نظام الأسد تغيّب مئات الأطفال في متاهة السجون ودور الأيتام الحالة الوطنية الجامعة وتعزيز مبدأ الانتماء والهوية أرقام مبشرة في حصاد ما أنجزته "الزراعة" منذ بداية 2025 تكريم الطالبة مها الدوس بدرعا لتفوقها في شهادة التعليم الأساسي "أوقاف درعا الشعبية" تدعم المستشفيات وجرحى أحداث السويداء تطوير منظومة النقل في حلب وتنظيم قطاع المركبات الزراعة بريف حلب بين التحديات والفرص ارتفاع كبير ومفاجئ للأسعار في أسواق طرطوس.. والرقابة غائبة! "شفاء 2".. يداً بيد لتخفيف معاناة المرضى .. 100 طبيب سوري مغترب لتقديم الرعاية الطبية والجراحية المج...