التأثير عن بعد!

 يواجه رئيس الولايات المتحدة الأميركية حملة داخل مجلس النواب الأميركي بهدف عزله، بتهمة استخدام سلطاته في غير موضعها وتوظيف الرئيس الأوكراني لمضايقة نجل جو بايدن منافسه الديمقراطي الأقوى من خلال تحقيقات بشأن استثمارات مزعومة.
واستطاع الديمقراطيون تحويل جلسات الاستجواب إلى جلسات علنية للتأثير في شعبية ترامب وفضح ممارساته المنافية لمبادئ السلوك الأميركي والمدونات القانونية والسلوكية لذوي المناصب وأصحاب المواقع الحكومية والعسكرية والأمنية، وذلك ضمن السباق إلى كرسي الرئاسة في العام القادم.
 خطوات مجلس النواب الأميركي أحدثت اختلالاً في الداخل الأميركي، وهي ستترك آثاراً أخرى على المستوى الخارجي، وخاصة فيما يتعلق بالموقف من سورية ودعم واشنطن للمجموعات الإرهابية، وعلى الرغم من احتمالات عدم قدرة مجلس النواب على عزله على الرغم من الأكثرية الديمقراطية المسيطرة عليه، إلا أن القرار النهائي هنا سيكون لمجلس الشيوخ وهو ذو أغلبية جمهورية لن توافق على المشروع الذي سيقدم للكونغرس بمجلسيه في نهاية عملية الاستماع إلى الشهود من العاملين في السلك الدبلوماسي والأمني الأميركي ممن قدموا شهادات تؤكد ضلوع الرئيس ترامب في الضغط على نظيره الأوكراني واستعداد الأخير لتنفيذ طلبات سيده الأميركي الأمر الذي سيمثل إدانة مكتملة الأركان ضد ساكن البيت الأبيض.
 تتزامن محاولة عزل الرئيس الأميركي مع مباشرة السلطات البريطانية التحقيق مع ضباط وجنود بريطانيين قاموا بارتكاب مخالفات كبيرة وصلت درجة القتل والتعذيب في كل من العراق وأفغانستان خلال مشاركة لندن في العدوان على هذين البلدين ، الأمر الذي يشير إلى رابط بين الحدثين يهدف إلى محاولة استعادة الصورة الوردية الملتزمة بحقوق الإنسان في تلك الدول الاستعمارية.
 وبعيداً عن المواقف الانتخابية في كلا البلدين الاستعماريين فإن أجهزتها الاستخباراتية تعمل على تنفيذ سياسات عدوانية متجاوزة حالة الحزب الذي يتولى الرئاسة الأميركية أو رئاسة الحكومة البريطانية ، لأن مشروعهما العدواني الخارجي مترابط كلياً وخاصة فيما يتعلق بإدارة الإرهاب وإعادة توظيفه في المرحلة القادمة ، فهما من أسهم في إيجاد تلك التنظيمات ومنظمة الخوذ البيض، فيلجؤون إلى هذه المسرحيات للتغطية على أفعالهم الحقيقية .
  إن السياسة الأميركية والبريطانية في المنطقة العربية محددة المسارات ، لا تبتعد عنها ولا تغادرها أساسها حماية الكيان الصهيوني ودعمه وتأمين تدفق النفط والغاز بأقل التكاليف ، وضمن هذا الواقع والفهم ندرك أن الإجراءات المتخذة في كلا البلدين لا تعدو كونها عمليات تجميل لن تغير من الواقع شيئاً.

مصطفى المقداد
التاريخ: الاثنين 18-11-2019
الرقم: 17125

آخر الأخبار
سوريا تستقبل العالم بحدث مميز تفاقم الانتهاكات ضد الأطفال عام 2024 أكثرها في فلسطين جناح وزارة المالية ..رؤية جديدة نحو التحول الرقمي خطوط جديدة للصرف الصحي في اللاذقية  رغيف بجودة أفضل.. تأهيل الأفران والمطاحن في منبج معرض دمشق الدولي.. الاقتصاد في خدمة السياسة قافلة مساعدات إغاثية جديدة تدخل إلى السويداء "دمشق الدولي".. منصة لتشبيك العلاقات الاقتصادية مع العالم رفع العقوبات وتفعيل "سويفت ".. بوابة لانتعاش الاقتصاد وجذب الثقة والاستثمارات سوريا تستعد لحدث غير مسبوق في تاريخها.. والأوساط الإعلامية والسياسية تتابعه باهتمام شديد سوريا تحتفي بمنتجاتها وتعيد بناء اقتصادها الوطني القطاع الخاص على مساحة واسعة في "دمشق الدولي" مزارعو الخضار الباكورية في جبلة يستغيثون مسح ميداني لتقييم الخدمات الصحية في القنيطرة معرض دمشق الدولي.. انطلاقة وطنية بعد التحرير وتنظيم رقمي للدخول برنامج الأغذية العالمي: المساعدات المقدمة لغزة لا تزال "قطرة في محيط" "المعارض".. أحد أهم ملامح الترويج والعرض وإظهار قدرات الدولة العقول الذهبية الخارقة.. رحلة تنمية الذكاء وتعزيز الثقة للأطفال وصول أول باخرة من أميركا الجنوبية وأوروبا إلى مرفأ طرطوس شهرة واسعة..الراحة الحورانية.. تراث شعبي ونكهات ومكونات جديدة