لم نشعر.. أنها لامست يده..!

ليس أمرّ من الغياب.. سوى حضور يشبه الرحيل، ترى هل خطرت هذه الفكرة يوماً على بال المبدع الراحل محمد قارصلي، عندما كانت روحه تتلاشى.. وليالي الابداع تضمحل رويداً.. مع تناثر غبار حرب حملت بأوجاع لاتحتمل، فكيف إذا عبرت باتجاه مبدع برهافة «القارصلي»..
فيما مضى من الأيام.. قبل أن تشق الحرب طريقها إلينا، قلما انزلقت إلى درجات مسرح، إلا وطيف المخرج الهادئ يمشي نحو خشبة لم يهجرها يوماً، حتى عندما تلقفت الدراما التلفزيونية بعضاً من أعماله..
ما إن سمعت خبر رحيله,إثر مرضه، حتى تبادر إلى ذهني الطريقة التي كان يتحرك بها، وكيف كان يرمي إلينا بأعماله بروح المبدع المثقل بفكر لايرى الأنوار إلا حين تنسكب على أوراقه البيضاء تنير له أفكار منجزه الجديد..
معظم الأقلام التي رثته تحدثت عن لوعة رافقته، وعن ضجيج ألم حفر أخاديده في روحه.. إلا أنه لم يشتك يوماً، وغالبا من اقترب أو تعامل معه,لم يلحظ أنينه لأن صوت انهماكه بالعمل كان أقوى..!
كنا نرقبه.. كيف ينعطف باتجاه دروب إبداعية عديدة، كلما عانده درب.. اتجه إلى غيره..
هكذا تعددت إبداعاته.. مسرح.. سينما.. دراما.. أفلام وثائقية..
نال عن الكثير من أعماله جوائز،لم يشعرك يوماً،أنها لامست يده..
هل كان يتناساها..؟
هل كان يعتبر.. أن (96) فيلماً سينمائياً طويلاً وقصيراً.. مجرد بداية..؟
وأن نصوص مسلسلات ثلاثة.. لاتفي بالغرض..؟
ولابد انه أيقن أن الخشبة لاترتوي بنتاج (12) عرضاً مسرحياً..؟
أما العمل الذي التهمه حتى النهاية فهو بناء جيل فني.. احتفى به.. في غيابه.. بأبهى طريقة، ليبرز كل منهم الروح المختلفة التي حظي بها كل من تتلمذ على يده…
ولاشك انه رحل وفي جعبته الكثير من المشاريع.. لم تكتمل.. ولكنه بعد اليوم لن يعاجل خطواته وهو مطرق الراس غارقاً في أفكاره، مستعجلاَ خطواته،ساعياً لإنجازها..
صحيح ان الغياب لفه.. كما سيلفنا يوماً..
ولكن كلما فوجئنا بإنطفاء قنديل إبداعي،.. ننهض لنرثيه كما لم نفعل أو نتذكره يوماً.. ثم تهدأ الموجة، ويعود كل شيء كما كان..
soadzz@yahoo.com

سعاد زاهر
التاريخ: الاثنين 18-11-2019
الرقم: 17125

آخر الأخبار
وسط دعوات للعدالة وعدم النسيان.. إحياء الذكرى الثالثة عشرة لمجزرة داريا الكبرى  يئة ضمان الودائع... خطوة لإعادة بناء الثقة بالقطاع المصرفي السوري مجدداً اليوم..معرض دمشق الدولي يفتح أبوابه ونوافذه إلى العالم "سويفت" ليست مجرد خطوة تقنية - مصرفية.. بل تحول استراتيجي على حركة التجارة من الوعي إلى التطبيق..البلوك تشين في خدمة التحول الرقمي الحكومي أموال "البوابة الذهبية".. عقود بيع لا ودائع مجمدة (2-2) المعارض الذكية لتبادل المعلومات والخبرات المهندس حسن الحموي: فضاء واسع للمشاركين تركيا: الاعتداءات الإسرائيلية تقوض مساعي إرساء الاستقرار في سوريا والمنطقة معرض دمشق الدولي .. انطلاقة وطنية بعد التحرير وتنظيم رقمي للدخول  الأمم المتحدة: مقتل الصحفيين في غزة غير مقبول ويجب تحقيق المساءلة والعدالة المعامل العلفية في حلب تحت مجهر رقابة الزراعة محمد الحلاق لـ"الثورة": ما يهمنا إظهار معرض دمشق الدولي كقوة اقتصادية جاذبة للاستثمارات  صيانة خطوط الكهرباء وإصلاح أعطال الشبكة في حمص وفد اقتصادي ألماني يبحث التعاون مع غرفة تجارة دمشق جذب الاستثمارات الزراعية.. اتحاد فلاحي حمص بمعرض دمشق الدولي وزير المالية: نرحب بالدعم الفني الأوروبي ونتطلع لزيارة وفد الأعمال الفرنسي رؤية جديدة في طرطوس لدعم الاستثمار وتوسيع آفاق التصدير  اعتماد المعيار المحاسبي الدولي IFRS 17 في قطاع التأمين الكويت: مواصلة الاحتلال الإسرائيلي اعتداءاته تجاه سوريا انتهاك للقانون الدولي مسار جديد لبناء تعليم نوعي يواكب متطلبات التنمية المجتمعية