ثورة أون لاين- شعبان أحمد:
إذاً هي الحرب الناعمة التي تمارسها السياسة الأميركية… ولو عدنا بالذاكرة قليلاً وحسب محللي ومخضرمي السياسة لوجدنا أن الاحتجاجات التي بدأت في بعض الدول العربية والتي أطلق عليها “الربيع العربي” كان الهدف منها الوصول إلى سورية… فسورية كانت الهدف وهذا ما أكدته الوقائع, هي قلب العالم ونبض المقاومة ضد الكيان الصهيوني الذي يعتبر المحرك الرئيس لكافة الأحداث في المنطقة عبر “اللوبي الصهيوني” المسيطر على مراكز القرار العالمية…
فشلت هذه المراكز العالمية ومرتزقتها وأذنابها في الخليج من إسقاط سورية وخرجت منتصرة على قوى الشر العالمي بفضل قوة جيشها ومقاومة شعبها وحنكة قيادتها…
ولأن أميركا ترفض الإعلان عن الهزيمة التي منيت بها في سورية خاصة بعد الوعود لأذنابها في الخليج النفطي وللكيان الصهيوني بدأت بالمرحلة الثانية وهي الحرب الاقتصادية والحصار الجائر بهدف الحصول على مرادها بالاقتصاد بعد فشلها بالعسكرة والسياسة…
أيضاً فشلت فكانت المرحلة الثالثة عبر معاقبة حلفاء سورية في لبنان والعراق وإيران.. ومن هنا بدأت تمارس حربها الناعمة عبر دعم المظاهرات في تلك الدول تماماً كما فعلت في سورية… البداية كانت “بالمظهر” مطالب شعبية معيشية وامتدت بعد ذلك إلى الصدامات ودس المرتزقة للبلبلة والتخريب.
هي سياسة الولايات المتحدة عبر أدواتها المتنقلة, ومبدؤها في ذلك “كل من هو ليس معي فهو ضدي”… فهي تحارب العالم بأذنابها الإرهابيين وابتزاز أصحاب العمامات النفطية دون أن تخسر جندياً واحداً..أو تدفع “دولاراً واحداً”… لا بالعكس سياستها تقضي بدفع السعودية وإتباعها بالخليج إلى اعتبار أن إيران هي العدو المتربص وبالتالي خلق التوتر الدائم بالمنطقة وممارسة سياسة الابتزاز المالي بهدف الحماية المزعومة..
فمحور المقاومة الذي أفشل المخططات الصهيونية في المنطقة ستحاول أميركا الانتقام منه وتجربة كافة السيناريوهات لزعزعة الاستقرار فيه والنيل منه..إلاّ أن الفشل سيكون حليف واشنطن وستعترف بالهزيمة المدوية….وقريباً…

السابق