في مغامرة كبيرة تم الإعداد لها والتنسيق مع الجهات المعنية منذ ستة أشهر، قام بشار مزيد حمزة، شادي عدنان حمزة، وأحمد بدر الدين من بلدة عرمان باستثمار أرض مجاورة لمنزلهم لزراعة نبات الزعفران أو ما يعرف بالذهب الأحمر في عالم الطب.
وبدأت الفكرة حسب أصحاب المشروع النوعي منذ شهر أيار الماضي نظراً للإنتاجية العالية للزعفران وكونه المشروع النوعي الأول في محافظة السويداء، بعد أن تم التنسيق مع البحوث العلمية بدمشق لدراسة الظروف الجوية، ووضع التربة التي ُجلبت من أكثر من قرية في المحافظة وبدأت التجارب منذ العام 2017، إضافة لإنجاز رخصة نظامية بتكلفة باهظة جداً، ويصل ثمن الغرام الصافي إلى 20 ألف ل.س حيث كل 150 زهرة تعطي 1 غرام فقط، أي 450 ميسم حتى 200 زهرة حسب نوعية الأرض.
يتم بعدها شراء البذور والأبصال الخاصة المكفولة عن طريق وزارة الزراعة نظراً لتوافر أبصال أخرى غير صحية وضارة بالتربة، وزراعة 5000 بصلة كتجربة أولى منذ الشهر 9 من هذا العام، وبدأت الرعاية والاهتمام الخاصة بالزراعة من سقاية وتسميد وتعشيب يومي، وتجنى ثمارها كمياسم، ضمن فترات محسوبة بالأيام، وبعد أن تتفتح الأبصال يتم قطاف الزهر وإزالة المياسم الحمراء وتجفيفها، إذ تعطي كل بصلة نحو ثلاثة مياسم حسب الحجم.
وبدأ الإنتاج منذ حوالي 10 أيام بقطاف 600 زهرة بمواصفات قياسية أفضل من باقي محافظات القطر، علماً أن سورية هي الموطن الأصلي لنبات الزعفران وتركيز الزعفران في المياسم السورية أعلى منها بالتجارب العالمية الأخرى.
وتعتبر مادة الزعفران أساسية في الصناعات الطبية ومواد التجميل ويحتوي مجموعة من الفيتامينات، وحالياً يتم الإكثار من الأبصال عن طريق مركز البحوث الزراعية، وهناك صعوبات في الحصول على الأبصال بسبب الحرب والحصار المفروض على البلاد، إذ ممنوع على أي بلد في العالم إعطاء الأبصال حتى لا تنتشر زراعته نظراً لإسهماته الطبية خاصة أمراض السرطان والأعصاب.
السويداء – جودت غانم
التاريخ: الأربعاء 20 – 11-2019
رقم العدد : 17127