ثورة أون لاين – أحمد حمادة:
لا شك أن العدوان الإسرائيلي الأخير على سورية يؤكد بشكل جازم على أن ما جرى من حرب وإرهاب على سورية طيلة السنوات الماضية كان بإدارة وتخطيط وتنفيذ إسرائيلي مشترك، وأن دخول الطرفين على خط العدوان المباشر جاء بسبب فشل أدواتهما الإرهابية في تنفيذ أجنداتهما المشبوهة.
وأيضاً لا نغفل هنا الأسباب الداخلية للكيان الإسرائيلي، فنتنياهو المأزوم سياسياً والخارج للتو من انتخابات خاسرة يحاول من خلال عدوانه أن يعيد إنتاج نفسه وأن يتجاوز فشله السياسي.
فمثله مثل حكام إسرائيل العنصريين عبر تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي لم يجد سوى إراقة دماء الأبرياء بذريعة قصف المواقع العسكرية التي تهدد أمن كيانه المزعوم.
ويظن نتنياهو واهماً أن انشغال الجيش العربي السوري بتحرير أرضه سيجعل كيانه يكسب المعركة، أو أن الاحتلال الأميركي لمناطق سورية في الجزيرة السورية سيشد من أزره، أو أن تناغم ترامب مع أهوائه ستجعل كيانه يكسر ظهر المقاومة، دون أن يدرك أن العدوان لن يزيد السوريين إلا تشبثاً بمقاومتهم لهذا الكيان السرطاني وسياساته الإرهابية.
إن هذا العدوان الإسرائيلي الغادر الذي أدى إلى استشهاد عدد من المدنيين، يأتي في سياق الإستراتيجية الصهيونية المعتمدة من قبل حكومة الاحتلال العدوانية تجاه سورية منذ بدء الأزمة وحتى يومنا.
وهي إستراتيجية تهدف إلى تحقيق سياسات المتطرفين الصهاينة في دعم التنظيمات الإرهابية في سورية لنشر الفوضى الهدامة وتدمير روح المقاومة في المنطقة برمتها، دون أن يدرك نتنياهو المأزوم وترامب الذي تطارده لعنة العزل من الرئاسة أن مخططاتهما ستذهب أدراج الرياح لأن حق الشعوب أقوى من كل المؤامرات والعدوان.