ثورة اون لاين -ديب علي حسن:
ما من دولة في العالم مهما كانت إلا وتعلن ثوابتها الوطنية التي تشكل أساسا راسخا لاستمرارها وصمودها وبقائها , ثوابت اللغة والتاريخ والعيش المشترك , والدفاع عن الوجود , وما في القائمة مما يشكل الهوية لها , هذا أمر مفروغ منه , ولايناقش به أحد , فكيف وسورية الوطن المتجذر بالحياة والفعل والثقافة والتضحية والفداء , سورية عشرة آلاف عام من الحضارة , هل يمكن لأحد مهما كان ان يخرج عن ثوابتها , وهل يسمح لأحد مهما طغى وتجبر أن يتركها موضع التهديد ؟
بالتأكيد : لا , لم يكن في يوم من الايام , ولن يكون , وتاريخ الفعل والتضحيات والثورات التي خاضها السوريون بوجه المحتل , شاهد على ذلك , بل يمكننا أن نقرر ببساطة أن الحرب العدوانية على سورية ليست بكل أشكالها إلا محاولات مستمرة لاغتيال هذا الدور , وما قدمه السوريون خلال تاريخهم , ليس موضع مساومة ولابيع, ولاشراء , وما جرى وكان انتصرنا عليه بالارادة والتضحية , والقادم الذي يخططون له لن يخيفنا , ثوابتنا معروفة وباقية , سورية المتجددة تعرف كيف تصون ما أنجزت وكيف تتجه به إلى المزيد من الفعل الخلاق , ولن يكون أن ينال من هذه الثوابت .