في وطننا الأغلى والأسمى، ثمة ما يدعونا إلى التفاؤل والأمل… فمنذ أيام انتهت فعاليات يوم الثقافة التي حملت عنوان (ذاكرة وطن) والشيء الذي يجعلنا نتوقف عند هذا الحدث هو أفواج المتابعين, والفعاليات التي لن تنتهي في كل مكان على أرض هذا الوطن, لتصبح سمة أساسية بالنسبة لنا، تتكرر على مدار الأعوام، تؤسس لقاعدة ثقافية, ولمتابعين جدد دون أن تفقد بريقها ووهجها، ولتثبت أن الثقافة في سورية هي الفكر والحياة والتجديد.
لاشك أن سورية التي أولت صناعة الثقافة والمعرفة كل الاهتمام، والمؤمنة بأن الكلمة أقوى من الرصاصة, فشيدت منها أبراج العلم والمعرفة والفنون، وفتحت أبواب الحوار بين مختلف الثقافات، تقدم اليوم صنوفاً ثقافية مهمة, وهي مقدمة لأعمال سنشهدها مستقبلاً, فعلى سبيل المثال: اطلاق المؤسسة العامة للسينما مشروع سينماتيك «المكتبة الوطنية السينمائية» الذي يهدف إلى حماية المكتبة السينمائية السورية, ثم معرضين أولهما للإصدارات الحديثة, والثاني لمجموعة مخطوطات نادرة افتتحا مؤخراً في مكتبة الأسد الوطنية بدمشق, أما الفن التشكيلي فهو حاضر في كل مكان, فعلى أرض محافظة دير الزور اجتمع الفنانون السوريون ليفتتحوا الملتقى الأول للفن التشكيلي, ويعيدوا الحياة في مفاصلها, كما فعل أخوتهم في حماة ودرعا وفي دمشق… ليأتي في الأمس افتتاح معرض كتاب الطفل في مكتبة الأسد وهو الحدث الأهم والأبرز والذي يستحق منّا كل اهتمام وتقدير.
مانريد قوله أن الإيمان بإحداث التغيير, والتركيز على بناء الإنسان هو أجمل ما يميز أيامنا الثقافية، فسورية الأمل والحضارة لاتزال بخير رغم قساوة الحرب وتبعاتها، يحرسها رجال الله على الأرض, محصنة بأبواب ثقافية فُتحت للعالم أجمع، فكانت بحق وسادة المتعبين, وأرض العلم والمعرفة, ومهد الحضارات والإنسانية.
ammaralnameh@hotmail.com
عمار النعمة
التاريخ: الأربعاء 4-12-2019
الرقم: 17138