أبجد هوز.. للأذكياء فقط

 

ربما ذاكرة (تنكية) أو مثقوبة هي التي ألحّت عليَّ قبل أيام، تحت ضغط موجة برد قاسية وجعلتني أنهض (كالملسوع) لتفقد (جوهرة الشتاء) المخبوءة (المدفأة) بعد أن ركنتها لشتاءين متتالين على (السقيفة) كباقي الأدوات فاقدة الصلاحية، بانتظار أن تحين لحظة استعمالها أو بيعها..!
نصف ساعة من (النكوشة) و(القرقعة) المزعجة بين كومة الأغراض والأدوات المجمّعة، كانت كافية لجمع الأجزاء المبعثرة لملكة الشتاء غير المتوجة، وفي ظرف نصف ساعة أخرى، كانت الملكة تنتصب وسط البيت مرة جديدة على عرشها في إحدى الزوايا، بانتظار أن يشرب سكان البيت نخب تتويجها دفئاً، لكن هذا الحلم الجميل سرعان ما تحول إلى كابوس، عندما تذكرت خلو المنزل من أي أثر للمازوت، لأتحول مع إنجازي (الفريد) إلى (نكتة) سمجة غير مضحكة لعائلتي، فجمعت شرر ذكائي المتطاير وأخرجت من بين أوراقي المحفوظة (بطاقتي) الذهبية وقلت لهم بثقة مبالغ فيها: هاكم الحل..!!
مرّت دقيقة من الضحك المرتفع من قبلهم، قبل أن أتذكر أن (البطاقة) وحدها لا تكفي، فثمة شرطان غير متوفرين لديّ، (الخزان) الذي سأملأ به الكمية المدعومة بالسعر النظامي، وثمن محتوياته، قبل أن أتصل بجماعة (التكامل) العتيدة، طالباً إرسال الصهريج ذي المعايير المشوشة..!
عندها تناولت (غالوناً) بلاستيكياً قديماً واتجهت إلى أقرب محطة وقود بالحي، علّها تخرجني مؤقتاً من ورطتي، فأغلق صاحبها أبواب السماء بوجهي حين أعلمني أن ملء غالون مازوت من المحطات هو من المحرمات، لكنّه تكرّم بإرشادي إلى السوق السوداء القريبة، حيث سعر الليتر الواحد بين /375/ و/400/ ليرة سورية آخذاً في الاعتبار سعر الصرف المتذبذب، وما إن سمعت بالرقم حتى طفقت حاسبتي الذهنية غير المثقوبة تحسب وتعد وتحصي.. كل يوم نستهلك /5/ ليترات وسطياً، وإذا امتد الشتاء لأربعة أشهر تتجاوز الحسبة 200 ألف ليرة سورية فقط لا غير.. فأحسست بتيار ساخن يتسلل في مفاصلي وتعرّقت، فكان قراري الأول بيع (جوهرتي) لأول عابر سبيل، بعد أن تيقنت لحظتها من هم الأذكياء الحقيقيون الذين يستغلون كل شتاء..!!

عبد الحليم سعود
التاريخ: الاثنين 16-12-2019
الرقم: 17147

آخر الأخبار
ذكرى الكيماوي في الغوطتين.. جرح مفتوح وذاكرة عصيّة على النسيان قلب شجاع من تل أبيض ينال التكريم.. أبو عبدالله يثبت أن الإنسانية أقوى من المستحيل   مدير منطقة حارم يزور كلية الشرطة ويقدر جهودها في تخريج دفعة مكافحة المخدرات   بين الدخان واللهيب..  السوريون يكتبون ملحمة التضامن 6000 هكتار مساحة حرائق ريف حماة     طفولة بلا تعليم.. واقع الأطفال النازحين في سوريا   حلب تبحث عن موقعها في خارطة الصناعات الدوائية  الرئيس الشرع يصدر المرسوم 143 الخاص بالمصادقة على النظام الانتخابي المؤقت لمجلس الشعب مدير المخابز لـ"الثورة": نظام إشراف جديد ينهي عقوداً من الفساد والهدر زيادة غير مسبوقة لرواتب القضاة ومعاونيهم في سوريا  الشيباني يبحث مع نظيره اليوناني في أثينا العلاقات الثنائية وقضايا مشتركة عاملة إغاثة تروي جهودها الإنسانية في سوريا ريف دمشق تستعيد مدارسها.. وتتهيأ للعودة إلى الحياة حماية التنوع الحيوي وتحسين سبل العيش للمجتمعات المحلية في البادية تحسين واقع الثروة الحيوانية في القنيطرة استئناف الصفقات الضخمة يفتح آفاقاً أوسع للمستثمرين في سوريا    اتوتستراد درعا- دمشق.. مصائد الموت تحصد الأرواح  تفريغ باخرة محملة بـ 2113 سيارة في مرفأ طرطوس وصول باخرة محملة بـ 7700 طن من القمح إلى مرفأ طرطوس تحميل باخرة جديدة بمادة الفوسفات في مرفأ طرطوس اليوم شوارع حلب بين خطة التطوير ومعاناة الأهالي اليومية