حكايا لا تموت

حكايات شهيرة عابرة للثقافات تلك التي كانت تحكيها الجدّات لكل الأطفال.. ولن تسأل أحدا من أقرانك إلا وكانت الحكايات التي سمعها هي ذاتها التي أنت من تلقاها أيضا, اليوم وبعد مرور كل تلك السنين لم يعد هنالك مكان للجّدة لتقصّ حكاياتها وسيرها وأشعارها المنقولة المحفوظة على الأحفاد.. حتى الأم التي كانت تحاول أن تقص حكاياها لطفلها قبل النوم اختصرت على نفسها كل هذا العناء وأعطته المحمول أو (التاب) ليلعب ويُشاهد مايُشاهَد ومالا يُشاهد قبل النوم..
ابتعدنا كثيرا عن التقليد الذي حفر عميقا في ثقافتنا، هذا التقليد الذي من المفترض أن يؤسس لثقافة أطفالنا ويقدم لهم الثقة والموعظة الحسنة ممن هم المثل الأعلى والقدوة ويساعدهم في وضع ألف باء ثقافتهم وفكرهم..
التقليد الأهم الموروث في أصول التربية لم يواكب التكنولوجيا والحياة العصرية ولم يُدخله الأهل على طريقتهم وبما يخدم مصلحتهم ومصلحة أبنائهم في نسيج حياتهم، لأنهم وببساطة استسلموا لهذا الغازي دون عناء يُذكر، ولم يحاولوا أن يطوّعوا التكنولوجيا والمحتوى الرقمي لمساعدتهم في تربية الجيل الجديد الذي يتمتع بذكاء وفطرة خطيرة..
قد يقول قائل أن التحكّم بهذا المحتوى هو خارج نطاق وإرادة الأهل على اعتبار أن إدارته تأتي من قبل شركات عالمية غايتها استعمار وغزو العقول في بلدان الاستهلاك، لكن هذا لا يبرر جهل الأهل والمربين وحالة الاستسلام التي يقعون بها..
أذكر أن أحد الأقرباء أخبرني بأن شرخا كبيرا وفراغا أكبر يسيطر على علاقته بأبنائه الذين هم من أجيال متفاوتة، فسردت له ذكرى حفرت بي عميقا.. فحواها أن أبي رحمه الله كان يستغل أي وقت ينتهي فيه من العمل باكرا لنراه وأخوتي أمام باب المدرسة ليقلّنا إلى البيت، كان الطريق يستغرق دقائق عدّة لكنها اليوم تعني لي سنينا ودهرا.. لأنني كلما بحثت عن إجابة لأي تساؤل أو خيار يستعصي عليّ أعود بالذاكرة إلى تلك الدقائق التي كنا فيها محشورين في السيارة مصغين لأجمل ماكان يقصّه والدي من سير وأحداث نأخذ منها العبر والحكم.. اليوم أنا على يقين بأن أبي كان يخلق تلك الفرصة ليكون معنا عن قصد لعلمه في أثرها العميق لكلّ فرد منا.. هذا يشبه أي تقليد لم يتخل عنه الآباء والأمهات سابقا.. درهم وقاية خير من قنطار علاج..فكونوا مع أبنائكم وحاولوا إنقاذ التقليد الذي تربيتم عليه..

هناء الدويري
التاريخ: الجمعة 20-12-2019
الرقم: 17151

 

آخر الأخبار
مع تصاعد الحروب والتوترات في العالم... السباق نحو الإنفاق على الأسلحة النووية يتزايد العلم الأحمر فوق مسجد جمكران... رسالة إيرانية بلون الثأر ليلة النار في طهران ..اسرائيل تفتك بقيادة إيران النووية عمليات استخباراتية متزامنة: الموساد ينفّذ ثلاث ضربات داخل إيران لإرباك الدفاعات وإضعاف الرد إسرائيل تُربك طهران قبل الضربة.. تكتيك خداعي محكم سبق القصف الجوي على إيران طفل يقود سيارة فاخرة في وسط دمشق بلا رقيب..! الضربات الإسرائيلية تستهدف قلب المنظومة العسكرية والنووية الإيرانية ..وهذه أبرزها 1755 طالباً يتنافسون في تصفيات أولمبياد الرياضيات للصغار واليافعين غداً عقود النفط الآجلة ترتفع 11 بالمئة على وقع الضربة الإسرائيلية لإيران تفاعل دولي واسع بعد الغارات الإسرائيلية على إيران.. إدانات وتحذيرات ودعوات للتهدئة تل أبيب تضرب في العمق الإيراني.. "الأسد الصاعد" تفتح أبواب المواجهة الكبرى في الشرق الأوسط خامنئي ينعي قادة وعلماء بعد الغارات الإسرائيلية على إيران: المواجهة مستمرة والرد قادم إسرائيل تشن عملية جوية واسعة داخل إيران: مقتل قادة كبار وتدمير منشآت نووية إسرائيل تضرب إيران بقوة.. اغتيال قادة في الحرس الثوري وعلماء نوويين مشروع أمريكي لإلغاء "قانون قيصر" ورفع شامل للعقوبات عن سوريا عزل 67 قاضياً من محكمة الإرهاب الملغاة.. خطوة لتعزيز العدالة واسترداد الحقوق سوريا: التوغل الإسرائيلي في بيت جن انتهاك واضح للقانون الدولي محافظ درعا يحاور الإعلاميين حول الواقع الخدمي والاحتياجات الضرورية جامعة إدلب تحتفل بتخريج "دفعة التحرير" من كلية الاقتصاد وإدارة الأعمال وزارة الداخلية تُعلق على اقتحام الاحتلال لبيت جن: انتهاك للسيادة وتصعيد يهدد أمن المنطقة