ثورة أون لاين – أحمد حمادة:
ترتكب أميركا كل الجرائم بحق السوريين ثم تتباكى على حقوق الإنسان، تدمر مدنهم وقراهم ومؤسساتهم وتهجرهم ثم تزعم أنها تحارب الإرهاب وتقصف تنظيماته وأنها بالخطأ المزعوم تصيب المدنيين.
وإن حدث وطالبت منظمة حقوقية دولية بتعويض ذوي الضحايا التي تعترف هي نفسها أنها قتلتهم بذاك (الخطأ المزعوم) فإن محاكمها وقضاتها (العادلون والإنسانيون) يصيبهم الخرس والصمت، وربما يطاردون من يفتح هذه الملفات بتهمة التطرف والإرهاب.
هي أميركا التي يعرفها العالم جيداً ويحفظ متاجرتها بالإنسانية وحقوق الإنسان عن ظهر قلب، هي أميركا التي ارتكبت ومازالت ترتكب كل الجرائم ضد الإنسانية بحق شعوب عديدة، وتنتهك حقوقها، وتقتل مئات الآلاف من أبنائها، وها هي الرقة التي دمرتها طائراتها فوق رؤوس أصحابها الشاهد الأكبر.
المفارقة الصارخة أنه منذ أيام مرت الذكرى السبعين لليوم العالمي لحقوق الإنسان، فوجدنا أميركا وهي تستمر في كذبها على العالم بأنها الحامية رقم واحد لإنسان وحقوقه، مع أنها الدولة العظمى والدولة رقم واحد في انتهاك حقوق الإنسان وقتل الشعوب.
هي أميركا التي انتهكت بشكل صارخ، وغير مرة، كل صكوك حقوق الإنسان وقواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني حين استخدمت قنابل الفوسفور الأبيض المحظورة دوليا ضد الأبرياء من النساء والأطفال السوريين، بحجة أنها تقصف تنظيم داعش المتطرف في مناطق الجزيرة السورية.
لكن السؤال الأهم اليوم هو: أين محاسبة المنظمات الدولية لأميركا عن جرائمها؟ وأين هي محكمة الجنايات الدولية وبقية المنظمات الحقوقية التي تتشدق بالدفاع عن حقوق الإنسان ليل نها من تلك الجرائم؟ أين تحقيقاتها التي يفترض أن تباشر بها؟