للخصب والخُضرة

الاحتفال بعيد الشجرة الثامن والستين الذي أقيم الخميس الماضي، تحت شعار (إيد بأيد بترجع خضرا من جديد)، نفذت حملات تشجير في جميع المحافظات، هذه الحملات التي تجسد تشاركية نوعية بين كافة الجهات حكومية كانت أم منظمات شعبية ومجتمع أهلي، وهي أيضاً تؤكد على العمل التعاوني المنتج.
يوم الشجرة، هذا اليوم الذي يفترض أن يشجع الناس على زرعها والاعتناء بها، كما يهدف إلى زيادة رقعة المساحات الخضراء، وترميم الغابات الطبيعية بزرع غابات اصطناعية، مع إعطاء المزيد من الاهتمام بالأشجار المزروعة وحمايتها وترميم المساحات المزروعة، وزرع مساحات خضراء جديدة، إضافة إلى حماية الغابات الطبيعية من التعديات.
فالشجرة كما نعرفها رمزاً للخصب والخُضرة والأمن الغذائي، لذلك خُصص لها يومُ للاحتفال الذي أعتبر بأنه يومٌ عالمي، فهو يُشكلُ رمزاً لزراعة الشجرة والعناية بها والحفاظ عليها ومنع جميع الإساءات التي من الممكن أن تمسها، فيومها لم يأت من باب المصادفة، فالأشجار بكونها مصدراً من مصادر الغذاء الرئيسي، تحتل أهمية كبرى في دعم الاقتصاد الزراعي والأمن الغذائي، إضافة إلى أنها تُعتبر رئةً للأرض، بصفتها تُنقي الهواء من ثاني أوكسيد الكربون والغبار والأتربة، وتمنح الأجواء أوكسجيناً نقياً، كما أنها مصدرٌ من أهم مصادر الطاقة المتجددة، إذ إن أخشابها تُستخدم في صناعة الورق والأثاث والبناء وأغراض التدفئة، وغير ذلك الكثير.
تُسهم الشجرة في منح المظهر الجمالي وإضفاء السحر والروعة على المكان، فالمكان الذي يتزين بالشجرة يغدو مثل جنةٍ وارفة الظلال، تمنح الراحة والسكينة، وتُسهم في خلق أجواءٍ من المتعة، كما أنها تمنح الأمل والتفاؤل، ولذلك تعتبر مصدراً ملهماً لكل من يبحث عن الجمال والسكون وروعة الطبيعة. فأهمية الشجرة لا تقتصر أبداً على ما ذُكر، بل إنها تجعل من البيئة منعشة وجميلة، وتقلل من ظاهرة حدوث الاحتباس الحراري، كما أنها تواجه التلوث البيئي وتقلل من أخطاره، وتُحافظ على التربة من الانجراف.
كما تكتسب الأشجار والنباتات عامة رمزيتها العظيمة من أهميتها في الحياة عامة وحياة الإنسان خاصة، كما تبرز أهمية النبات في حماية البيئة وحفظ مكوناتها الضرورية لاستمرار الحياة حيث يشكل النبات مصدراً لغذاء الإنسان، كما أنه ميدان لفرع اقتصادي رئيسي هو قطاع الزراعة والذي يشكل أحد أهم فروع النشاط الاقتصادي بالنسبة لنا. فلنحافظ على غاباتنا من الحرائق التي قد تصيبها أو إصابتها نتيجة أفعال لأشخاص لا يقدرون قيمة الشجرة التي تمثل الحياة، فعندما نغرس شجرة إنما نغرس الروح الوطنية والانتماء لهذا الوطن والتشبث بالأرض، وحملات التشجير التي نفذت وستنفذ إنما هي تجسيد لذلك.
asmaeel001@yahoo.com

اسماعيل جرادات
التاريخ: الاثنين 30-12-2019
الرقم: 17157

آخر الأخبار
مسؤولان أوروبيان: سوريا تسير نحو مستقبل مشرق وتستحق الدعم الرئيس الشرع يكسر "الصور النمطية" ويعيد صياغة دور المرأة هولندا.. جدل سياسي حول عودة اللاجئين السوريين في ذكرى الرحيل .. "عبد الباسط الساروت" صوت الثورة وروحها الخالدة قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل خرقها اتفاق فصل القوات 1974 "رحمة بلا حدود " توزع لحوم الأضاحي على جرحى الثورة بدرعا خريطة طريق تركية  لتعزيز العلاقات الاقتصادية مع سوريا قاصِرون خلف دخان الأراكيل.. كيف دمّر نظام الأسد جيلاً كاملاً ..؟ أطفال بلا أثر.. وول ستريت جورنال تكشف خيوط خطف الآلاف في سوريا الأضحية... شعيرة تعبّدية ورسالة تكافل اجتماعي العيد في سوريا... طقوس ثابتة في وجه التحديات زيادة حوادث السير يُحرك الجهات الأمنية.. دعوات للتشدد وتوعية مجتمعية شاملة مبادرة ترفيهية لرسم البسمة على وجوه نحو 2000 طفل يتيم ذكريات العيد الجميلة في ريف صافيتا تعرض عمال اتصالات طرطوس لحادث انزلاق التربة أثناء عملهم مكافحة زهرة النيل في حماة سوريا والسعودية نحو شراكة اقتصادية أوسع  بمرحلة إعادة الإعمار ماذا يعني" فتح حساب مراسلة "في قطر؟ أراجيح الطفولة.. بين شهقة أم وفقدان أب الشرع في لقاء مع طلاب الجامعات والثانوية: الشباب عماد الإعمار