لم تنته الحرب بعد،والمعركة ما زالت مستمرة ،كما أن الخيارات ما زالت مفتوحة على احتمالات مواجهات متعددة ،تتجاوز الميدان العسكري لتطول مختلف الميادين السياسية والاقتصادية والدبلوماسية، ولم تباغتنا محاولات محور العدوان، وخاصة الولايات المتحدة الامريكية وإجراءاتها القديمة المستجدة، فنحن ما زلنا نتحلى باليقظة والحذر والصمود،ونحن أهل للمعركة ،أي معركة كانت.
والسؤال المستجد على الساحة السياسية هو لماذا تعيد الإدارة الأميركية استخدام نغمة التهديدات القديمة من خلال الآليات الأممية الست ضد سورية التي تحدث عنها الدكتور بشار الجعفري مندوب سورية الدائم في الأمم المتحدة؟ ولماذا تواصل الولايات المتحده الأميركية التلويح بها في هذا الوقت بالذات؟
ليس غريباً الاعتراف أن الإرادة الأميركية لم تنفذ في سورية وأن مشروعها العدواني لم يتحقق على الرغم من كل أساليب العدوان والدمار والتخريب الإرهابي المدعوم من الولايات المتحدة الأمريكية بصورة مباشرة وأن ذلك الدعم للإرهاب ما زال مستمراً.
والواقع أن محور العدوان يستخدم ذرائع كاذبة يقدمها في اجتماعات ومؤتمرات منظمات الأمم المتحدة في محاولات لتعويض خسائره الميدانية والسياسية، فبعد الانتصارات التي حققها الجيش العربي السوري الباسل، وبعد فشل جميع مشاريع القرارات الأميركية في مجلس الأمن الدولي نتيجة الاستخدام المتكرر لحق النقض(فيتو) من جانب كل من روسيا والصين ، بدأت المحاولات العدوانية تركز على المنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة خارج مجلس الأمن الدولي وخاصة منظمة حظر انتشار الأسلحة الكيماوية ومجلس حقوق الإنسان وذلك باستخدام عوامل الضغط على الحكومات والموظفين الأمميين على السواء، عل ذلك يؤثر في قدرة الصمود السوري الأسطوري، وهكذا تستعيد الإدارة الأميركية المطالبة بتشكيل لجان مسيسة توجه اتهامات للدولة الوطنية في المجال الإنساني ومدى الالتزام بتطبيق القرارات الدولية فضلاً عن الإدعاءات بمتابعة ملفات حقوق الإنسان والمفقودين وتحديد مدى مسؤولية القادة السياسيين والعسكريين في مسار الأحداث.
هنا يبدو حجم العدوان الشيطاني المستمر ، ومنه تبدو الأهداف الشريرة في السعي إلى محاولات تجريم شخصيات وطنية سورية وزيادة حجم الضغوطات باستخدام الأكاذيب المرسومة مسبقاً وإعادة تجييش المجتمع الدولي من جديد، وهو ما سيفشل بالتأكيد كما فشل على مدى السنوات التسع الأواخر، فالشعب السوري قدم الدليل تلو الآخر على الصمود والاستعداد للتضحية من أجل الوطن بالغالي والنفيس ، وإن المعركة مهما طالت لن تغير أو تؤثر في جوهر الموقف الوطني للشعب السوري والجيش العربي السوري الباسل.
مصطفى المقداد
التاريخ: الاثنين 30-12-2019
الرقم: 17157