ونحن نقف على تخوم عام جديد، ونودّع آخر لن ننسى نحن السوريين ماقدمناه خلال الأشهر الماضية من نشاطات ثقافية واقتصادية ومبادرات اجتماعية… فالسوريون وحدهم يرسمون عاما جديدا، واملا واعدا… ومستقبلاً يليق بسنين الصمود والانتصارات… فهم ملح هذه الأرض وقمحها وسنديانها الذي لا يذبل أو يموت.
هذا العام ورغم ظروف الحرب القاسية وتبعاتها, إلا أننا كنا ننظر بكبرياء لما حصل, فالانجاز سبق القول, وحصادنا كان وفيراً, لا نقول ذلك جزافاً, ففي كل ساعة فرج وكل إنجاز يصنعه السوريون كان المرتزقة يحاولون تشويهه وتخريبه, ورغم ذلك كله لم تغب المهرجانات والنشاطات يوماً واحداً عن المشهد السوري برمته, هل نذكر افتتاح معرض دمشق الدولي, ومعرض الكتاب في وسط ساحة الأمويين بدمشق, وكيف أتى المحبون والمخلصون لدمشق ليعلنوا الانتصار العظيم من داخلها…
الأمثلة كثيرة ولاتنتهي, هي ثقافة الحياة التي صنعها السوريون بالتعب والكد وسنين العطاء, إنها سورية قلب الأمة وروحها وضميرها, هي التي رعتنا ونمّتنا وأعادتنا إلى إنسانيتنا.. منها استقينا حضارتنا, ومنها ولد الأشاوس الذين لولاهم لكنّا اليوم في عصور الجاهلية والتخلف.
في ساحات دمشق وأخص العباسيين على سبيل المثال لا الحصر فقد كانت يوماً ما مرمىً لرصاص القنص والغدر والخيانة, قذائف حقدهم تنهال عليها كأمطار السماء, لكنها بقيت صامدة أبية تحمي أبناءها الذين لن يتركوها, بل أضاؤوها في الأمس ببراءة أطفالهم, ودفء محبتهم, ونور شموعهم وصلواتهم فداء لسورية وقدسيتها وتاريخها.
عام جديد يمر والسوريون في مركب واحد, يجتمعون معاً ويتكاتفون معاً, وحدها المحبة تجمعهم, وكل عام ووطننا الأغلى والأطهر بألف خير.
عمار النعمة
ammaralnameh@hotmail.com
التاريخ: الأربعاء 1- 1 -2020
رقم العدد : 17159