إصبع الديناميت

 قالها جو بايدن لترامب ما فعلته كمن ألقى إصبع ديناميت في برميل بارود، عندما أخذته حماقته إلى استهداف الفريق سليماني قائد لواء القدس، وهو في زيارة رسمية والمهندس نائب قائد الحشد الشعبي العراقي ورفاقهم، وتبنيه رسمياً عملية الاغتيال.
فعل حوَّل أميركا من دولة تستخدم أدواتها، في مشاريع هيمنتها إلى دخولها على خط الصراع بشكل مباشر، أقدم ترامب على حماقته هذه عندما أيقن بفشل مشروع هيمنته على العراق، حيث أرادها جسراً يعبر منه إلى المنطقة إظهاراً لقوته.
فشل محاولات أميركا أكثر من مرة في عرقلة فتح معبر البوكمال القائم بين سورية والعراق، شكل صفعة لسياسة الإدارة الأميركية، لأن فتح المعبر يعني تلاحم قوات المقاومة السورية العراقية في محاربة داعش والقوى الإرهابية المحضونة أميركياً.
تنامي قوة المقاومة في المنطقة كمَّاً ونوعاً وقدرة، وانتصار الجيش العربي السوري خاصة بعد تحرير دير الزور وحلب بعد حصار طويل وإنجازاته في إدلب قضَّ مضجع ترامب، الذي يخشى مناهضة الحزب الديمقراطي ضده في الانتخابات.
كذا إفلاس الاستراتيجية الاستعمارية الأميركية في تحقيق أهدافها في المنطقة بشكل غير مباشر، عبر داعش في سورية والعراق التي بلسان ترامب اعترف بأنها صنيعة أميركية ما بين أوباما وكلينتون، كذلك فشل النصرة، المدعومة أردوغانياً في سورية.
حاول ترامب تعويض خسارة أميركا بإنجاز يرفع بظنه أسهمه في انتخاباته القادمة فقادته حماقته، لإلقاء إصبع الديناميت في برميل البارود، في محاولة يائسة لتحقيق انتصار معنوي باستهداف القائد سليماني والمهندس ورفاقهما، فكانت الطامة الكبرى.
عول ترامب على الفتنة التي حاول تحريكها في إيران، إلا أن فعلته وحدت الشعب والتظاهرات المليونية التي غطت شوارع المدن الكبرى في إيران تشييعاً لجثامين الشهداء القادة، أحبطت ترامب وأعطت زخماً لمحور المقاومة ليستكمل انتصاراته.
الضربة التي تلقاها محور المقاومة وظن ترامب أنه حقق فيها انتصاراً، قلبت عليه ظهر المجن، وحدت محور المقاومة وزادته قوة ليكون الرد زلزالياً ضد الوجود الأميركي وعلى مساحة جغرافية واسعة في المنطقة والعالم وأصبح الهدف واضحاً.
خمس وثلاثون موقعاً أميركياً حيوياً بما فيها تل أبيب في مرمى نيران المقاومة، حيث رفع الستار لتدشين معركة تحرير فلسطين، ما حرك الشارع والكونغرس الأميركي بقوة ضد ترامب، ليعلن سيناتور سابق أن أميركا أصبحت هي الإرهاب.
ورط ترامب أميركا في شر أعماله، ما أفقدها عدم التزام أي دولة بأي معاهدة معها، بعد خروجه عن القرار الذي اتخذه بعدم التورط في حروب مباشرة، وهو بما فعله زاد تصعيد المواجهة ضد أميركا، ما يعرض قواته لهجمات قاسية في أماكن متعددة.
الحرب الإرهابية الأميركية فشلت، والحرب الناعمة بحصارها الاقتصادي على إيران وسورية والمقاومة اللبنانية فشلت، إيران اعتمدت اقتصادياً على اكتفائها الذاتي سورية ما زالت صامدة وتستمر بعملياتها العسكرية لتحرير إدلب وريف حلب.
المرتكز الرجعي الأساس لخدمة أميركا في المنطقة العرش السعودي يتراجع دوره بعد خسارتها في حرب اليمن، أما الكيان الصهيوني فيحاول على لسان نتنياهو إظهار عدم التورط والتنصل من أي علاقة أو مسؤولية في عملية استهداف الشهداء القادة.
لأن نتنياهو ما زال في دائرة الاتهام في قضايا الفساد، إلى جانب تآكل القوة الردعية لجيشه مقابل قوة الردع للمقاومة، بسبب هزائمه في غزة وأمام المقاومة اللبنانية، ما أوقعه في أزمة بنيوية تجعله في قلق دائم كونه أكبر قاعدة أميركية في المنطقة.
الجريمة الإرهابية الأميركية الموصوفة قانونياً لاكتمال أركانها الجرمية، هي بداية النهاية للتواجد الأميركي في المنطقة، وهي تدخل المقاومة في مرحلة جديدة ضده، وتصويت البرلمان العراقي على قراره، سيسرع في رحيل القوات الأميركية منها.
وتأتي زيارة بوتين القيصر لسورية وجولته مع السيد الرئيس بشار الأسد في دمشق ومباركتهما بعيد الميلاد للقوات الروسية، إعلاناً ورسالة للعالم أن سورية تتعافى من الجزء الأكبر مما حل بها خلال سنوات الحرب، وأن الحل السياسي يتوج انتصارها العسكري قريباً بعد تحرير إدلب، وأواصر الصداقة في أعلى مستوياتها، وعلى أميركا وأعوانها إعادة حساباتهم في تعاملهم مع سورية ولا بد من سحب قواتها منها.

شهناز فاكوش
التاريخ: الخميس 9-1-2020
الرقم: 17164

آخر الأخبار
غرفة  صناعة حلب تفتح باب الانتساب لعضوية اللجان  وتعزز جهود دعم الصناعة عصام الغريواتي: زيارة الوفد السوري إلى تركيا تعزز العلاقات الاقتصادية والتجارية مباحثات سورية–إماراتية لإحياء مشروع مترو دمشق الاستراتيجي أحكام عرفية بالرقة واعتقالات في ظل سيطرة «قسد»...والإعلام مغيّب تحقيق رقابي يكشف فضيحة هدر بـ46 مليون متر مكعب في ريف حمص بعد توقف دام 7 أشهر..استئناف العمل في مشتل سلحب الحراجي "الأشغال العامة" تعرض فروع شركتي الطرق والجسور والبناء للاستثمار من وادي السيليكون إلى دمشق.. SYNC’25 II يفتح أبواب 25 ألف فرصة عمل خفايا فساد وهدر لوزير سابق .. حرمان المواطنين من 150 ألف متر مكعب من الغاز يومياً الكلاب الشاردة مصدر خوف وقلق...  116 حالة راجعت قسم داء الكلَب بمشفى درعا الوطني   تعزيز التواصل الإعلامي أثناء الأزمات الصحية ومكافحة المعلومات المضللة غلاء الإيجارات يُرهق الباحثين عن مسكن في إدلب ومناشدة لإجراءات حكومية رادعة غزة بين القصف والمجاعة و"مصائد الموت" حصرية السلاح بيد الدولة ضرورة وطنية ومطلب شعبي أكبر بساط يدوي من صنع حرفيّ ستينيّ الادعاء العام الألماني يوجّه اتهامات لخمسة أشخاص بارتكاب جرائم حرب في مخيم اليرموك زيارة رسمية لوزير الداخلية إلى تركيا لتعزيز التعاون الأمني وتنظيم شؤون السوريين تراشق التصريحات بين واشنطن وموسكو هل يقود العالم إلى مواجهة نووية؟ من البراميل والطائرات إلى السطور والكلمات... المعركة مستمرة تعددت الأسباب وحوادث السير في ازدياد.. غياب الحلول يفاقم واقع الحال