بعد أن غزت حياتنا.. مواقـــع التواصل الاجتمـاعي هل سـرقتنا من أنفسـنا؟

 

أخذت مواقع التواصل الاجتماعي تغزو حياتنا شيئاً فشيئاً دون أي اذن منا ولا توجيه من مداركنا العقلية فنجد أنفسنا وحالتنا تنجرف هنا وهناك دون أن نتمكن من أن نعطي الأوامر لإيقافها.
الكبير يتباهى قبل الصغير بأصدقائه الافتراضيين والوهميين وكثرة علاقاته المتشعبة هنا وهناك والتي تكاد تمتد الى كافة أصقاع الأرض و تكثر علاقاته المشبوهة التي يعتقد أنها تجعله انساناً متزناً,انما هي على العكس تجعله أكثر تدهوراً وانحرافاً وسقوطاً .
ونجد الجميع يتعلق بالوهم والخيال دون أن يكون أي رفض لهذا الواقع بل على العكس نتسابق اليه ونحن متمسكون به اكثر واكثر نحن متفاخرون بعدد المتابعين الخياليين وأجهزة تصل الى أبعد مكان على سطح المعمورة .
قربت البعيد
جمانة عباس موظفة تقول :إن وسائل التواصل الاجتماعي لها دور كبير في حياتنا بعدما أصبحنا نتواصل بفضلها مع أصدقائنا وأهلنا الذين في الخارج دون أن نتكلف الكثير فأنا أجد فائدتها كبيرة في هذه الناحية فقط .
أما معلوماتها من ناحية الأخبار بشكل عام وعلاقاتها جميعها فهي كاذبة دون أدنى شك إلاّ ما نقلته هي عن وسائل الإعلام الرسمية والمعروفة , دون أن تدخل رأيها أو تشركنا بتحليلاتها عن قصد أو غير قصد .
حسام طالب هندسة معلوماتية يقول :إن هذا الوقت هو وقت مواقع التواصل الاجتماعي فتعارف الناس على بعضا من مختلف الدول يجعلها منفتحة على بعضها البعض ما يساهم في تنمية المعارف والقدرات فيما بينهم ويطلعهم على التجارب المتبادلة بحيث لانكتفي بتجاربنا فقط .كما أيده صديقه صفوان منصور أيضاً الذي أكد أن العالم تطور وكبر وتشعب واختلف كل الاختلاف عن بعضه البعض لكنه بفضل مواقع التواصل أصبح صغيراً جداً وسهل التعرف والتعارف عليه وعلى افراده والتواصل معهم وأصبح من السهل اكتساب المعلومات والمعارف التي كانت غائبة عنا من قبل .
صديق مخلص
عمار الحلو طالب في المرحلة الثانوية يشير إلى أنه يجد في أصدقاء التواصل الاجتماعي دائما أناساً ينصحونه ويرشدونه ،ففي مجتمعنا الذي نعيش به غدت الأسرة والأصدقاء مشغولين عن بعضهم البعض دون أدنى شك بسبب أعباء الحياة ,أو من احراج في بوح لصديق عن أزمة او مشكلة ما ,أما صديق النت فلا حرج منه ولا عليه ومتى سألته يجيب ويعطي رأيه وينصح دون أي مقابل .
صورة مختلفة
المرشدة النفسية هيفاء الناعم تقول :إن السطوة الرقمية التي يخضع لها هذا الجيل وبمختلف أعماره خاصة في هذا العصر الراهن تعد أزمة بحد ذاتها فهي تتحكم في تكوين شخصيته الافتراضية وعلاقته بالمجتمع والآخرين وتجع ل منه في العالم الافتراضي شخصاً آخر بعيدا عن واقعه الذي هو فيه , كما أنها تسعى الى تغيير وقلب صورة الشخص الكبير والواعي فيسعى الى مجاراتها بزيادة اصدقائه الافتراضيين وتعلقه الدائم بهذه التكنولوجيا مبتعدا عن عالمه الحقيقي وأصدقائه الحقيقيين الذين نراهم ونتحدث إليهم نفهم مشاعرهم نطلع عن قرب عن مسار حياتهم خطوة بخطوة أصبحوا اليوم بسبب هوسنا بالوسائل الحديثة بعيدين عنا عن حياتنا و علاقاتنا ومشاكلنا ,حتى باتت العلاقات تملؤها الرياء والمكائد والتزييف السطحي عن النفس والكره والأنانية .
وأضافت الناعم بالقول : بتنا نجد الجميع يعطي الصورة المختلفة عنه التي لا تشبهه البعيدة عنه متباهيا بها مفتخرا وهو يعلم بحقيقته أنه لا تمثله ولا تشبهه لا من قريب ولا من بعيد ،لافتة أنه سواء كانت مواقع التواصل ايجابية أم سلبية سواء كانت تسهم في تحسن الصحة النفسية أو تزيد في تدهورها فإنه لا يخفى على أحد أن التواصل الانساني الحقيقي ، وليس الافتراضي والحديث المباشر وليس على الشاشات فإنها تشكل نشاطا انسانيا لا يقدر بثمن وقد وجدت مواقع التواصل الاجتماعي مكانا لها بيننا بعد تقلص العلاقات الاجتماعية والتقليدية بسبب انماط الحياة الحديثة في المدن المزدحمة.
ميساء العجي
التاريخ: الخميس 16- 1 -2020
رقم العدد : 17170

 

آخر الأخبار
الشركة العامة للطرقات تبحث عن شراكات حقيقية داعمة نقص في الكتب المدرسية بدرعا.. وأعباء مادّيّة جديدة على الأهالي اهتمام إعلامي دولي بانتخابات مجلس الشعب السوري إطلاق المؤتمر العلمي الأول لمبادرة "طب الطوارئ السورية" الليرة تتراجع.. والذهب ينخفض حملة "سراقب تستحق" تواصل نشاطها وترحل آلاف الأمتار من الأنقاض مؤسسة الجيولوجيا ترسم "خريطة" لتعزيز الاستثمار المعدني تعاون رقابي مشترك بين دمشق والرباط تراجع الأسطول الروسي في "المتوسط".. انحسار نفوذ أم تغيير في التكتيكات؟ إطلاق الكتاب التفاعلي.. هل يسهم في بناء نظام تعليمي متطور؟  خبز رديء في بعض أفران حلب "الأنصارية الأثرية" في حلب.. منارة لتعليم الأطفال "صناعة حلب" تعزز جسور التعاون مع الجاليات السورية والعربية لبنان: نعمل على معالجة ملف الموقوفين مع سوريا  شهود الزور.. إرث النظام البائد الذي يقوّض جهود العدالة التـرفـع الإداري.. طوق نجاة أم عبء مؤجل؟ سقف السرايا انهار.. وسلامة العمال معلقة بلوائح على الجدران أبطال في الظل في معهد التربية الخاصة لتأهيل المكفوفين لماذا قررت أميركا تزويد أوكرانيا بعيونها الاستخباراتية لضرب عمق روسيا؟ ختام مشروع وبدء مرحلة جديدة.. تعزيز المدارس الآمنة والشاملة في سوريا