ثورة أون لاين – علي نصر الله: هل آن أوان العودة والارتداد عن الضلال، هل هي مواسم إعلان العودة والتوبة، وهل الفرصة سانحة ومتاحة لكل الضالين المضللين والمضللين – بفتح وكسر اللام – وهل يعتقد البعض أن توبتهم ستلاقي القبول، وهل تجوز التوبة من العثمانيين الجدد والأعراب الأشد كفرا ؟.
ربما يكون الاتفاق الروسي الأمريكي قد شق طريقا متأخرا نحو الحل لكثير من القضايا والملفات الخلافية والساخنة، وعلى أهمية ما تم الاتفاق عليه لجهة ما يتعلق بحل الأزمة في سورية سياسيا، فان ما ينبغي التوقف عنده – بعيدا عن التفاصيل – هو التصفيق المباشر الأوروبي وغير الأوروبي الذي صدر عن عواصم وحكومات كانت وما زالت تشكل رأس حربة في الحرب على سورية.
كيف تقيم هذه الحكومات نفسها وأداءها، وأين تجد نفسها في السياسة، وكيف تستطيع القيام بفعل الاستدارة بسرعة قياسية، وهل باتت الزئبقية الجنبلاطية مذهبا سياسيا تؤمن به الدول والحكومات وتمارسه بلا خجل ولا استحياء؟.
بصرف النظر عن المسارات السياسية التي ستنتهي الى الحل، وبصرف النظر عن التفاصيل الكثيرة التي ستنشأ والعقد التي ستحاول واشنطن وضعها في طريق الحل؛ والتي سنفككها واحدة بعد الأخرى، يمكننا القول: ان على الآخرين أن يتعلموا من الدرس السوري الطويل، وان على كل المتورطين بالحرب الكونية على سورية أن يفيدوا لا أن ينقادوا وراء فشل المشروع المشترك للولايات المتحدة واسرائيل، وعليهم أن ينسحبوا منه قبل أن يتفرغوا للعق تصريحاتهم.
لا ندعي تحقيق الانتصار على مشروع استهداف واسقاط سورية، ولا ندعي كسر واسقاط مشروع تفتيت منطقتنا، بل نؤكد أننا بصمود شعبنا وتضحيات وبطولات جيشنا وحكمة وشجاعة قيادتنا ممثلة بالسيد الرئيس بشار الأسد حققنا ذلك وأسهمنا برسم ملامح نظام عالمي جديد سيكون أكثر انحيازا الى الحق والقانون والعدالة في زمن اعتقد البعض أنه زمن «الفوضى الخلاقة» المتحللة من كل منظومة أخلاقية كانت أو دينية أو قانونية.
يقول نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن: ان الحذر الذي تبديه بلاده فيما يتعلق بسورية سببه الحرص على عدم تكرار الأخطاء التي وقعت أثناء غزو العراق، وبالتالي يمكن قراءة هذا النوع من التصريحات في اتجاهين، الأول أنه يظهر اعترافا جديدا بحماقة الادارة الأمريكية السابقة وبكل الأكاذيب التي ساقتها لاحتلال العراق، أما الثاني وهو الأهم فان الحذر الأمريكي الحالي لا يمكن رده في أصله الى أسباب أخلاقية أو قيمية وانما لتجنب الوقوع في فشل جديد وفضائح جديدة تضاف إلى سجل الولايات المتحدة المتخم بالحروب العدوانية والجرائم التي ارتكبتها بحق الشعوب والإنسانية جمعاء.
وانطلاقا من هذا الفهم لتصريح بايدن يكون من حق شعوب العالم وأحراره أن يواصلوا تصديهم للسياسة الأمريكية الامبريالية التي لا تقيم وزنا لشيء إلا لمصالحها ولأمن كيان الارهاب اسرائيل، وهي في الواقع لا ترى مشكلة في أن تدوس حلفاءها والقانون الدولي عندما يتصل الأمر بمصالحها واسرائيل، وهي لا تجد مشكلة في العودة عن كل مخططاتها عندما تفقد جدواها لتبتدع بدائل لها، ولهذا كله من حقنا أن نشكك بمصداقية كل فعل سياسي أمريكي، ومن حقنا أن نبقيه برسم الاختبار حتى لو جاء في سياق مواسم الاعتراف واعلان العودة والتوبة !.