ثورة اون لاين: مع تطور عالم الاتصال واتساع نطاق شبكات التواصل الاجتماعي ودورها الهام في عولمة الفضاء الكوني وتجاوز الحدود الوطنية اصبح الحديث عن شخصية الكترونية للفرد مسألةتفرد لها مراكز الدراسات الاجتماعية ووسائل الاعلام حيزا واسعا في اجندتها وبرامجها انطلاقا من حقيقة ان الشخص يتعامل بمساحة حرية غير محدودة في اطار تعبيره عن ارائه وافكارة بكل ما يتعلق بالشأن العام وكافة القضايا المتعلقة بالمحيط الذي يعيش فيه ومن هنا يمكن اكتشاف تكوينه الفكري والنفسي وصولا الى ىجهة نظره في اية قضية او مسألة مطروحه على الرأي العام .
ان الاحصائياتالمسجلة على شبكات التواصل تشير الى ان عدد المسجلين على شبكة الفيسبوك فقط يزيد على مليار مشترك ناهيك عن تويتر وغيرها وهذا يبين اهمية تلك المواقع وطبيعة الدور الذي تقوم به في التأثير على مجريات الاحداث في عالم اليوم فالشخص وفق تلك الخاصية اصبح هو مصدر انتاج الخبر والمعلومة وربما الحدث ايضا لا بل ان الدراسات الاعلامية لم تعد تميز بين اعلام رسمي وأعلام خاص وانما بين اعلام قديم وحديث من منظور الأدوات والخطاب والتقانة والكادر وكذلك من خلال الإجابة على سؤال محوري يتعلق بالمحتوى الاعلامي للوسيلة الاعلامية ومدى اعتمادها على على ما تقدمه شبكات التواصل الاجتماعي من معلومات وتغطيه من أحداث كونها تنقل المعلومة من مكان الحدث مباشرة وهو ما تعجز عن تغطيته اية وسيلة إعلامية مهما امتلكت من إمكانات وغطته من مساحات جغرافية على الرغم من تحول العالم الى قرية كونية زالت فيه الحدود بين الدول وأنكمشت فيها المساحات .
ان إعلامات تشاركيا تفاعليابين المؤسسات والأفراد لم يعد ضرورة وحاجة بقدر ما هو أمر واقع لا تستطيع اية وسيلة إعلامية مهما امتلكت من إمكانات وقدرات ان تتجاوزه ولا تأخذه بعين الاعتبار لا ن في ذلك تقليص لمساحة حضورها وتأثيرها وجدواها وبالتالي خروجها من دائرة التأثير والفعل ولكن ذلك لا يعني بالتأكيد التعاطي مع ما تحمله شبكات التواصل من معلومات وقضايا بشكل اعتباطي فلا بد من وضع معايير لذلك تتعلق بدقة المعلومة ومصداقيتها وانسجامها مع المعايير المهنية والمنظومة الأخلاقية للمجتمع التي تشكل عمليا جوهر ومضمون الرقابة المسبقة على الوسيلة الاعلامية دون ان يتعارض ذلك مع الحق في تداول المعلومات وحرية النشر .
د. خلف المفتاح